رئيس التحرير
عصام كامل

القاهرة وروما يد واحدة.. تعاون عسكري كبير بين مصر وإيطاليا.. بروتوكول تعاون لمكافحة الهجرة غير الشرعية.. ارتباط ثقافي قوي.. وزيارات متبادلة لتعزيز الشراكة بين البلدين

فيتو

عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي جلسة مباحثات بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة مع وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتي.

وتناول اللقاء بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتبادل الرؤى ووجهات النظر تجاه القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وأكد الرئيس الحرص على تعزيز التعاون بين مصر وإيطاليا على مستوى مختلف الأصعدة، وتحقيق الشراكة الإستراتيجية بين البلدين الصديقين.

العلاقات العسكرية:
وتعد العلاقات العسكرية بين مصر وإيطاليا ذات طابع خاص، خاصةً في المجال البحري سواء في المناورات والتدريب المشترك أو في التسليح من حيث الصواريخ المضادة للسفن والألغام البحرية والمروحيات التي تنتجها "شركة أجوستا"، ومنظومات حرب إلكترونية وتم الاتفاق على زيادة في المناورات المشتركة مع الجانب الإيطالي لفتح آفاق جديدة في العلاقات العسكرية، وتعود تلك المناورات بالعديد من الفوائد أهمها، الاطلاع على أحدث ما وصل إليه العلم والتكنولوجيا والتسليح المتطور، والتعرف على فكر الدول المشتركة في التدريب في إدارة الأعمال القتالية، وكذلك الاستفادة من مساعدات التدريب الحديثة والمتقدمة التي قد تكون غير متوفرة لدينا وتبادل الخبرات في مواجهة العدائيات الحديثة والمختلفة.

الهجرة غير الشرعية
وفيما يخص مكافحة الهجرة غير الشرعية، وقعت أكاديمية الشرطة المصرية من جانب وإدارة الهجرة وضبط الحدود الإيطالية من جانب آخر في أكتوبر الماضي، بروتوكول تعاون لتدريب كوادر أكثر من 22 دولة أفريقية على مهام إنفاذ القانون لمكافحة الهجرة غير الشرعية.

كان للعوامل التاريخية والقرب الجغرافي وتواجد البلدين على ضفتي متقابلتين من البحر المتوسط أثر كبير في تدعيم الروابط الثقافية بينهما، حيث أرسل "محمد علي" بعثات تعليمية إلى إيطاليا لتعلم فن الطباعة "على وجه التحديد"، كما تم الاستعانة في عهده بالخبراء الإيطاليين للمعاونة في بناء دولة حديثة في مصر، وذلك في مجالات البحث عن الآثار والمعادن، بل وفي الدخول إلى السودان، وتصميم مدينة الخرطوم، ورسم خريطة مسح لدلتا النيل، كما صمّم الإيطاليون مبنى الأوبرا الملكية، بناء على طلب "الخديو إسماعيل" للاحتفال بافتتاح قناة السويس، وقام أحد المصممين الإيطاليين "بييترو آفوسكاني" عام 1891 ببناء "كورنيش الإسكندرية"، وقامت شركة بناء إيطالية "جاروزو زافاراني" في عام 1901 ببناء المتحف المصري بالقاهرة.

الأكاديمية المصرية
كما تُسهم الأكاديمية المصرية للفنون في روما في تقوية الروابط الثقافية بين البلدين من خلال التعريف بالفنون والثقافة المصرية في إيطاليا، ومزج الإبداع المصري بالفنون الإيطالية بشكل متواصل، حيث يشمل الموسم الثقافي في الأكاديمية المصرية للفنون عددًا من الفعاليات الثقافية في الموسيقى والشعر والآثار والفن التشكيلي.

ويرعى المركز الثقافي المبعوثين المصريين الدارسين في إيطاليا، ويشرف على امتحانات أبنائنا في الخارج، ويقدم لهم الخدمات التعليمية الواجبة، كما يُساهم في نشر الثقافة واللغة العربية في المجتمع الإيطالي.

كذلك يتعاون البلدان في مجال التعليم العالي، حيث وفرت الحكومة الإيطالية لمصر عام 2013 منحة دراسية، تتراوح فتراتها ما بين ثلاثة وتسعة أشهر، في مجالات تعلم اللغة الإيطالية والآثار والزراعة، بينما قدمت وزارة التعليم العالي المصرية منحًا دراسية لتعلم اللغة العربية والدراسات الإسلامية والقبطية والآثار لـ38 دارسا إيطاليا.

العلاقات الثقافية
وتشمل العلاقات الثقافية بين البلدين أيضًا التعاون في مجال التعليم الفني، حيث يعد معهد Don Bosco للتعليم الفنى في كل من القاهرة والإسكندرية أحد أنجح الأمثلة على التعاون المصري الإيطالي في هذا المجال الهام، نظرًا لما يوفره من فرص تدريب وتعليم فنّ للطلبة المصريين الذين يتم تأهيلهم للعمل في المجالات الفنية من خلال الدراسة في المعهد، كما يجيز للطلبة الخريجين من المعهد الالتحاق بالجامعات المصرية أو الإيطالية طبقا لنص اتفاقية دعم التعاون العلمي والثقافي والفنّى بين البلدين.

اتحاد المصريين
وبدايةً من ديسمبر 2017، يبدأ اتحاد المصريين في إيطاليا في تنفيذ مشروع "لم شمل أُسَر المصريين المقيمين في إيطاليا"، عن طريق "الفيزا المجانية" لأهالي الجاليات الأجنبية المقيمين في إيطاليا بطريقة شرعية، حيث يستفيد منه أكثر من 200 ألف مصري مقيم في إيطاليا، وسيتم تنفيذ المشروع عن طريق القنصلية الإيطالية في مصر، أما المستندات المصرية فعن طريق القنصلية المصرية بإيطاليا.

المشروع سيتم توليه من قبل وزارتي العدل والداخلية بإيطاليا، ومن ضمن الدول المستفيدة أيضا من المشروع، تونس المغرب وألبانيا والإكوادور وبيرو والصين ومولدوفا والسنغال وأوكرانيا، والمشروع ممول من قبيل وزارة العمل الإيطالية ووزارة الداخلية الإيطالية والاتحاد الأوروبي.

الزيارات المتبادلة
في 9 نوفمبر 2017: التقى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، باولو جينتيلوني رئيس وزراء إيطاليا، بمقر رئاسة الوزراء في روما.

في 22 أكتوبر 2017: قام فينسنزو أميندولا سكرتير الدولة الإيطالي للشئون الخارجية بزيارة لمصر، بحث الجانبان العلاقات المصرية الإيطالية وسبل تعزيزها في شتى المجالات، إلى جانب مناقشة القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك بما في ذلك تطورات الوضع في سوريا وليبيا والقضية الفلسطينية، كما بحث الجانبان الموضوعات المتعلقة بالهجرة غير المشروعة والجهود الدولية في مجال مكافحة الإرهاب.

البرلمان الإيطالي
في 11 يوليو 2017: قام وفد من البرلمان الإيطالي برئاسة "نيكولا لاتوري" رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ، وعضوية "ماوريتسيو جاسباري" نائب رئيس مجلس الشيوخ بزيارة لمصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحث الجانبان سبل تفعيل العلاقات السياسية بين الدولتين، واستعرضا مجمل تطورات قضية الطالب الإيطالي "ريجيني"، وأكد الرئيس أهمية مواصلة التعاون الوثيق والمستمر بين جهات التحقيق في البلدين.

في 28 مارس 2017: قام وفد من مصلحة الأحوال المدنية بوزارة الداخلية بمهمة عمل إلى إيطاليا لاستخراج بطاقات الرقم القومي للمواطنين المصريين المقيمين في إيطاليا.

في 5 فبراير 2017: قام وفد برلماني برئاسة د.على عبد العال رئيس مجلس النواب بزيارة لإيطاليا، استقبله عدد من المسئولين والبرلمانيين في إيطاليا، بحث الجانبان سبل التعاون بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

في 14 مارس 2017: قام د. جوزينّ بيناتوني نائب عام روما بزيارة لمصر، استقبله المستشار نبيل أحمد صادق النائب العام. ناقش الجانبان قضية مقتل المواطن الإيطالي جوليو ريجيني، والوقوف على آخر ما توصلت إليه التحقيقات حتى الآن. اتفق الطرفان على الاستمرار وتطوير التعاون المباشر المشترك بينهما للوقوف على حقائق القضية التي يجري التحقيق فيها بصورة مكثفة.

في 1 فبراير 2017: قام سامح شكري وزير الخارجية بزيارة لإيطاليا للمشاركة في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش.

في 17 ديسمبر 2017: قامت نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين في الخارج على رأس وفد ضم ممثلين عن وزارة الداخلية والمجلس القومي للأمومة والطفولة واللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الهجرة غير الشرعية المصرية بزيارة لإيطاليا، التقى الوفد بمسئولين إيطاليين معنيين بشئون الهجرة غير الشرعية والأمن وحماية الصغار والقُصر القادمين عبر البحر المتوسط إلى إيطاليا.

التقت مكرم بمسئولي وزارة العدل والداخلية في جزيرة صقلية لمتابعة أوضاع المهاجرين غير الشرعيين خاصة القُصر، واطلع الوفد على إجراءات تسجيل المهاجرين وتقديم الرعاية الأولية للقادمين.

في 12 ديسمبر 2015: قام سامح شكري وزير الخارجية بزيارة لإيطاليا للمشاركة في الاجتماع الدولي الذي دعت إليه إيطاليا حول ليبيا بحضور العديد من الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بمتابعة الملف الليبي، وبحضور مبعوث الأمم المتحدة لليبيا مارتن كوبلر وممثلي الأطراف الليبية.

ليبيا
بحث الاجتماع دعم وتشجيع الليبيين للتوصل إلى التوافق المطلوب حول الاتفاق السياسي وتشكيل حكومة الوفاق الوطنّ، بالإضافة إلى الخطوات المطلوب اتخاذها من جانب المجتمع الدولي لدعم حكومة الوفاق الليبية بعد تشكيلها، وكيفية مواجهة الإرهاب في ليبيا.
الجريدة الرسمية