مأساة مسنة هزمها الفقر: ابني قلبه قاسي ومانع عني الفلوس (فيديو)
في غرفة ضيقة سقفها من الخشب والبوص تقيم عجوز تدعى "السيدة محمد سليم" بجوار محطة السكة الحديد في حي المغازي، بنطاق مركز أبو حماد في الشرقية، بعد أن تزوج نجلها وتركها وحيدة، رافضا أن تعيش معه أو حتى مساعدتها بمبلغ من المال، فكان ذلك هو "رد الجميل" منه لوالدته التي أفنت عمرها في تربيته.
الغرفة التي تكفل بها فاعل خير ونجار لتأوي سيدة تخطت الـ69 عاما من عمرها، تفتقر لأدنى مستويات المعيشة، وتفوح منها رائحة كريهة، وبها سرير قديم وحصيرة وموقد للطبخ.
ورغم كبر سنها، تبحث "أم السيد"، كما تحب أن يلقبونها، على عمل؛ كي تنفق منه على مرضها، بعد أن توفي زوجها منذ عدة سنوات.
تحكي "أم السيد" مأساتها والدموع تملأ عينيها: "توفي زوجي منذ عدة سنوات وكان رجل أرزقي على باب الله، وكنا نقيم بإحدى المنازل الطينية بحى المنشية وانهار فيما بعد على رأس نجلي الأصغر، والذي توفي أيضا".
وأضافت: "أفنيت عمرى في تربية نجلي الثانى حتى تزوج، ولكنه تركني وحيدة، رافضا أن أعيش في بيته مع زوجته، فضلا عن عدم إعطائه أي مبالغ مالية لي تساعدنى في العيش بكرامة في آخر أيام حياتى"، وتابعت: "كل يوم بييجي يكسر الأوضة علشان يمشينى منها".
وتابعت: "أنا حامدة ربنا لكن كل اللى عايزاه لو المسئولين أو أهالي الخير يقدروا يدونى أوضة واحدة تلمني يبقى فضل ونعمة من عند ربنا؛ لأن الثعابين والفئران بتدخل عليا وأنا نايمة ومفيش حاجة بتحميني شوية غير البطانية؛ لأن الشتاء داخل وبموت من البرد، أما النوم على الأرض فخلاص جتتنا اتعودت على كده، وأهل الخير بيبعتوا لي لقمة كل يوم تصبرني على الجوع".
من جانبه، قال رضا محمد، صاحب مخبز، إن موظفة بمجلس مدينة أبو حماد جاءت منذ عدة أسابيع إلى المكان، وعاينت حالة "أم السيد" على الطبيعة، وأكدت أنه سيتم تسليمها شقة سكنية لتقيم بها بقرية السناجرة قريبا، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن.