قرارات ومواقف ترامب تعيد أمريكا إلى عصر العنصرية
ظاهرة التمييز ضد السود أو العرب والمسلمين ليست جديدة، ولكنها لها جذور عميقة في الدولة الأمريكية تمتد إلى عقود طويلة، ورغم أن أمريكا ظهرت في الفترة الأخيرة كحامية لحقوق الإنسان ومدافعة عن حقوق الأقليات في الدول الأخرى، فإن قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد المهاجرين والمسلمين والأقليات تعيدها إلى عقود من العنصرية والتي كانت تخلصت منها.
لمحة عن تاريخ العنصرية في أمريكا
كانت العنصرية والتمييز العرقي في الولايات المتحدة قضية رئيسية منذ الحقبة الاستعمارية، وكان القانون الأمريكي يعطي امتيازات وحقوق للأمريكيين البيض لا تمنح للأمريكيين الأصليين والأمريكيين من أصل أفريقي أو أسيوي أو من أمريكا اللاتينية، وكما ضمن القانون للأمريكيين الأوربيين مميزات في التعليم والهجرة وحقوق التصويت، والمواطنة، وحيازة الأراضي والإجراءات الجنائية بموجب القانون على مدى فترات من الزمن تمتد من القرن السابع عشر إلى الستينات.
وبعد هجمات 11 سبتمبر الإرهابية أصبحت الأجواء مناسبة تماما للتعامل مع العرب والمسلمين بشكل عنصري.
مواقف ترامب المؤيدة للعنصرية
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليس بالضرورة الشخصية التي تتمتع بحساسية اختيار الكلمات المناسبة، لذا قائمة تصريحاته وتغريداته التي تعتبر "عنصرية"، طويلة للغاية.
لم يتوقف ترامب عن التشكيك في شرعية أوباما والترويح لنظريات المؤامرة، حيث اتهمه بأن شهادة ميلاده مزيفة حتى بعد أن قام البيت الأبيض بنشر شهادة ميلاد أوباما.
ويعتبر التحريض ضد المكسيكيين هي القضية التي لم يمل منها ترامب خلال حملته الانتخابية، إذ لم يتوقف عن سب المكسيكيين والأمريكيين من أصل مكسيكي إذ قال عام 2015: "المكسيك لا ترسل لنا أفضل الأشخاص، ولكنها ترسل أشخاصا يسببون الكثير من المشكلات، يجلبون المخدرات والجريمة، إنهم مغتصبون"، وبلغ الأمر ذروته بوعده الانتخابي المثير للجدل بشأن بناء جدار على الحدود مع المكسيك على أن تتحمل المكسيك تكلفته.
وتثير تصريحات ترامب عن المسلمين كثيرا من الجدل، ففي عام 2015، قال ترامب في مقابلة مع محطة "إيه بي سي" تعقيبا على هجمات الحادي عشر من سبتمبر: "ثمة أشخاص في نيوجيرسي رأوا قطاعات كبيرة من العرب وهم يحتفلون عند انفجار المبنيين"، إدعاء ثبتت عدم صحته.
ويؤيد ترامب بشكل كبير اليمين المتطرف فبعد اندلاع أعمال عنف يمينية متطرف في تشارلوتسفيل التزم ترامب الصمت أولا، ثم تحدث لاحقا عن عنف من كل الجوانب دون أن يذكر المتطرفين والنازيين الجدد بالاسم، وبعد انتقادات حادة خرج ترامب بتصريحات من نوعية العنصرية أمر سيئ وهؤلاء الذين يمارسون العنف باسمها (العنصرية) هم مجرمون.
قرارات ترامب العنصرية
وتحولت اتجاهات ترامب العنصرية إلى قرارات اتخذها منذ توليه السلطة فقد أمر ببناء جدار بينه وبين المكسيك لمنع دخول مواطني الدولة الأخيرة إلى الولايات المتحدة.
كذلك أصدر قرارا يحظر دخول 6 دول ذات أغلبية مسلمة وهم اليمن والسودان واندونيسيا وليبيا وسوريا وإيران.
ورغم رفض القضاء في بلاده للقرار إلا أن حكومة ترامب أصرت على تعديل القانون عدة مرات لتوافق المحكمة العليا في النهاية عليه رغم أنه منظور أمام محاكم أقل درجة.
ترحيل المهاجرين
أصدرت الإدارة الأمريكية غي فبراير الماضي توجيهات صارمة جديدة لتوسيع عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، ونقلهم إلى بلدانهم
ووضعت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية الأسس الخاصة بعمليات ترحيل جماعي للمهاجرين الذين يعيشون بصورة غير قانونية في الولايات المتحدة، بموجب أمر تنفيذي أصدره الرئيس دونالد ترامب الشهر الماضي.
وشددت مذكرتان للوزارة تضمنتا الخطوط الإرشادية لعمليات الترحيل على أنه مع استثناءات محدودة للغاية، لن تستثني وزارة الأمن الداخلي أي طبقات أو فئات من عمليات الترحيل المحتملة للأجانب.
وقالت الوزارة إن: "كل من ينتهك قوانين الهجرة سيكون عرضة لإجراءات سلطات الإنفاذ، بما يصل إلى الطرد من الولايات المتحدة".