بعد لقائهم وليي العهد السعودي والإماراتي.. ماذا تعرف عن إخوان اليمن؟
بعد لقاء الأمير محمد بن سلمان، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وليي عهد السعودية والإمارات برئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح محمد عبد الله اليدومي، ظهرت كثير من التكهنات والسيناريوهات المرتقبة حول مستقبل الإخوان ودورهم في اليمن.
ترصد فيتو حزب التجمع اليمني للإصلاح "إخوان اليمن".
التأسيس
كان للإخوان حضورا قويا في اليمن منذ ثلاثينيات القرن الماضي؛ ولعبو دورا في ثورتي 1946 و1962 والأخيرة، أنهت الحكم الإمامي في اليمن الشمالي، واستمرت علاقة الإخوان بالسلطة الجديدة في اليمن في شد وجذب حتى تأسيس أول حزب سياسي للإخوان في عهد الرئيس اليمني، وقتئذ على عبد الله صالح.
وتأسس حزب التجمع اليمني للإصلاح في سبتمبر من عام 1990، على يد الشيخ حسين بن عبد الله الأحمر، أحد أهم زعماء قبائل اليمن.
العلاقة مع صالح
واستغل "الإخوان" التحالف مع الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح، عقب إعلان حرب ضد الجنوب؛ لينتشر ويتغلل الإخوان في اليمن، ونموا على ضفاف قبيلة الأحمر، وأكناف حماية الشيخ عبدالله الأحمر، كعلاقة منفعة بين الإخوان وعلي عبدالله صالح، وتقلد الإخوان في تلك الفترة وزارات سيادية في حكومة ائتلافية عقب انتخابات 1993 و1994.
ولكن العلاقة بين على عبد الله صالح والإخوان شابتها توترات عديدة، عقب هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، خاصة بعد مهادنة صالح لواشنطن بإغلاق جامعة الإيمان التابعة للإخوان، وترحيل طلبة أجانب بشبهة الإرهاب وسحب المدارس الدينية من عهدة الإخوان إلى إشراف الدولة.
انقلب الإخوان على صالح وتحالفوا مع القوى الاشتراكية واليسارية، فأسسوا ائتلاف "اللقاء المشترك" في عام 2003، وانضووا تحت لواء المعارضة لحكم صالح.
الإخوان بعد 2011
وركب الإخوان الاحتجاجات الشعبية في الشارع اليمني اعتراضا على تردي الأوضاع الاقتصادية، والمطالبة برحيل الرئيس اليمني على عبد الله صالح، وهو ما عرف بثورة فبراير 2011.
وفي عشية 23 نوفمبر 2011 وقّع صالح المبادرة الخليجية بالرياض، والتي تضمنت نقل السلطة إلى نائبه هادي، وفي 21 فبراير 2012 أصبح الأخير رئيسا شرعيا منتخبا، وعليه تلبية مطالب الثورة التي جاءت به، وتم اختيار اللواء على محسن الأحمر– المحسوب على الإخوان- مساعدا للهادي ثم نائبا له.
ومع وصول عبدربه منصور هادي إلى السلطة باتفاق الرياض، أصبح الإخوان المسيطرين على مقاليد الأمور في البلاد، فنجح حزب الإصلاح الذي يملك حضورًا راسخا في مختلف أنحاء البلاد، في تجنيد الآلاف من أنصاره داخل الهيئات الحكومية، بما في ذلك وزارتا الداخلية والدفاع وهيئات الحكم المحلية في حكومة محمد سالم باسندوة، حتى سيطرة الحوثيين على صنعاء في 21 سبتمبر 2014، وفرار هادي إلى الرياض.
الانتشار
ينتشر الإخوان المسلمون في عدة مدن يمنية في مقدمتها العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى عمران والجوف وصعدة معقل الحوثيين، ومأرب والبيضاء، كما تعد مدينة تعز أكبر قاعدة شعبية لحزب التجمع اليمني للإصلاح.
المليشيات
يزعم الإخوان أن عدد مليشياتهم المسلحة تبلغ 40 ألف مقاتل، ولكن مليشياتهم حتى الآن لم تظهر إلى جانب قوات الجيش اليمني، بل وقف الإخوان منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر 2014 موقف الحياد.
أهم الرموز
يشكل عبد المجيد الزنداني، أبرز رموز الإخوان في اليمن حاليا وهو متواجد بالرياض، ويعتبر الأب الروحي لهم، ومؤسس جامعة "الإيمان الشرعية" باليمن وأحد أوائل من وضعوا اللبنات الأولى للتنظيمات الإسلامية هناك.
كما يشكل بيت الأحمر أهم روافد "إخوان اليمن" حيث أسس الشيخ حسين عبد الله الأحمر، حزب الإصلاح كما يعد أبناء الشيخ عبد الله الأحمر، ومنهم صادق وحميد وحسين، أهم رموز الإخوان في اليمن، حيث الشيخ صادق نجل عبد الله الأحمر أحد قادة الحزب وله نفوذ قبلي واسع.
كما يشكل رجل الأعمال حسين الأحمر، الممول الأول لـ"إخوان اليمن" ويتواجد في إسطنبول، ويرأس عشرات الشركات أهمها شركة الهاتف النقال سبأ فون، وبنك سبأ الإسلامي، وعشرات الشركات الأخرى التي تم الاستيلاء عليها من قبل ميليشيا الحوثي.
وهناك مع رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح محمد عبد الله اليدومي لبحث مستجدات الساحة اليمنية، وهو رجل أمن سابق خدمة مع الرئيس اليمني على عبد الله صالح، ويرى البعض أن صالح زرعه في حزب الإصلاح ليكون ذراعه داخل الإخوان.
واليدومي من مواليد مدينة تعز عام 1947 وتخرج من أكاديمية الشرطة في مصر عام 1973، حيث عمل بعدها ضابطا في الأمن العام، ثم الأمن السياسي أو جهاز الاستخبارات، وتولى مناصب ومسؤوليات رفيعة، كما ترقى في الرتب العسكرية وتقاعد بعد تقلده رتبة عميد، حصل على ليسانس الآداب قسم التاريخ من جامعة صنعاء، أثناء عمله بجهاز الأمن، وفي العام 1984 جمد عمله في جهاز الأمن السياسي.
وفي 2008 وبعد وفاة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر مؤسس حزب الإصلاح، أصبح اليدومي رئيسا للحزب.