رئيس التحرير
عصام كامل

دور الإخوان التاريخي في «محنة القدس».. «المظلومية» و«الشماتة» رد فعلها تجاه «قرار ترامب».. تهنئة المعزول لـ«بيريز» «لا تنسى».. وباحث: مرسي و

القدس المحتلة
القدس المحتلة

انتهازية تحسد عليها، هكذا يمكن وصف حالات التشفي التي تنتهجها جماعة الإخوان الإرهابية، منذ أن أقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تنفيذ وعده، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والإعلان عن نقل سفارة بلاده إليها، وما قد يترتب على ذلك من تداعيات.


ردود فعل الإخوان
ردود فعل الإخوان الصارخة والزاعقة على مواقع التواصل لا تناسب تصرفاتهم تجاه الكيان الصهيوني عندما كانوا في الحكم، والرئيس المعزول محمد مرسي يستولى على مقعد السلطة، ويتولى منصب القائد العام للقوات المسلحة، وهي الفترة التي تزامنت مع الاعتداء على غزة في 2012، ووقتها اكتفت الجماعة بترديد الأكاذيب حول صحة خطاب مرسي الدبلوماسي الموجه إلى شيمون بيريز، والابتعاد كليا عن أدنى مواجهة مع إسرائيل.

خطاب المظلومية
لم تبتعد الجماعة وقياداتها كثيرًا عن خطاب المظلومية والشماتة في رد فعلها تجاه ما فعله ترامب، وكأنهم فجأة تناسوا أنها قضية تاريخية معقدة، ليتوقفوا عن المعارك الصبيانية، التي يقودونها على مواقع التواصل الاجتماعى، وأحيانا في بيانات رسمية، والابتعاد كليا عن التحريض على الزج بالجيش المصري والجيوش العربية، إلى أتون حرب عالمية غير مأمونة العواقب.

معركة سياسية
تناست الجماعة فجأة، أن ما يحدث حاليا معركة سياسية ودبلوماسية تحتاج إلى مواجهتها بأسبابها وأسانيدها وأدواتها، بينما لم تفعل الجماعة شيئا يذكر عندما حدث الاعتداء على قطاع غزة في 2012، وكانت وقتها ولا زالت تحكم قبضتها على غزة عبر أذرعها في فلسطين «حماس»، ولم نر إعلان حرب من الرئيس الإخواني، ولم نسمع أنه أصدر أمرا بتحريك الجيش لتأديب «أحفاد القردة والخنازير» كما كان يحلو له أن يقول عندما كان نائبا في مجلس الشعب خلال عهد حسنى مبارك.

مرسي وبيريز
هنأ مرسي «بيريز» بعيد احتلال فلسطين وطلب من الأجهزة الأمنية المصرية، أن تتصل وتتواصل مع العدو الصهيوني في الترتيب لاتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس، خصوصا أنه علم من هذه الأجهزة ما لم يكن يدركه على أرض الواقع، وهو ما جعل الإخوان يتوهمون أن ما فعله نجاح دبلوماسي ساحق لمرسي.

تسهيلات أمريكا
يقول إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الإسلام السياسي: إن مرسي قدم قبل 5 أعوام، مجموعة تسهيلات لأمريكا وإسرائيل، لذا كان يعتبره البعض، كنزا إستراتيجيا للمصالح الأمريكية، موضحا أن أردوغان كان يلعب دور الوسيط بين كافة الأطراف المذكورة. 

ويوضح «ربيع»، أن مرسي كان صاحب قرار وقف حماس لإطلاق الصواريخ على إسرائيل، كما كان له الفضل في تحميل مصر مسئولية منع تهريب السلاح والمعدات وقطع الغيار والصواريخ عبر الأنفاق إلى غزة، إضافة إلى أنه كان أيضا صاحب قرار تولى القوات متعددة الجنسيات بقيادة أمريكية، المسئولية عن مراقبة منع تهريب السلاح.

دولة فلسطينية
وأكد الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن المرشد أرسل عصام الحداد، الذي عينه مرسي مستشارا له لشئون الخارجية، إلى البيت الأبيض لإجراء محادثات مع قيادات بارزة بالأمن القومي الأمريكي، لتدبير زيارة سرية لمرسي إلى واشنطن ولكنها لم تتم لظروف الشحن ضد مرسي من القوى السياسية والشارع المصري. 

ويرى «ربيع» أن مرسي وجماعته كانوا يدبرون قيام دولة فلسطينية، على أرض مصرية في شمال سيناء، تتسع لمليون فلسطيني، وهى الخطة التي كانت ستمنح الإخوان من أمريكا مليارات ليقيموا بها مشروع ما يسمى بـ "المليون" وحدة سكنية، في وسط وشمال سيناء، لافتا إلى أن خيرت الشاطر، يريد توطين حماس لتصبح ذراعا له في مصر.

تورط الجماعة
ويوضح القيادي الإخواني المنشق، أن الجماعة متورطة في هذه القضية، والأفضل لها بدلا من أن تطالب الجيش المصري بالتحرك في مواجهة الكيان الصهيوني، مطالبة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية، وأصدقائهم في سيناء، بتوجيه بنادقهم في الاتجاه الصحيح، ومقاتلة عدوهم الحقيقى وهو إسرائيل.

وأكد ربيع أن أحلام الإخوان التي أطاح بها المصريون في 30 يونيو 2013، هي السبب في هذه الهستيريا التي يتعاملون بها مع كل حدث بدلا من التعاطي معه بشكل يظهرون من خلاله بمسئوليتهم أمام الأمة العربية والإسلامية، وتقديم حلول واضحة للمشكلة الفلسطينية دون أن تزيد الطين بلة، لافتا إلى أن الإخوان ومن هم على شاكلتهم كانوا دائما كروت مزايدة على الأنظمة التي تعاقبت على حكم مصر، وخارجها في المنطقة العربية، ما دعا كل الأطراف للتمسك بمواقفها والتحجر دون الوصول لحل عقلاني يتماشى مع الواقع والمعادلات الدولية والإقليمية المعقدة بشدة، والتي لن تسمح للعرب ولا غيرهم ــ إن استطاعوا من الأساس ــ المساس بإسرائيل وتعريض أمنها للخطر.

فيروس المزايدة
واختتم ربيع: انتشار فيروس المزايدة على حكام العرب في موضوع القدس، لم يعد يجدي ولا ينطلي على عقل أحد، مردفا: «القدس بكل ما تحمله من معان للعرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ومع تضامنها واستهجان لما يحدث معها، إلا أنها ليست أكثر قداسة وعروبة من صنعاء أو بغداد أو دمشق الذين دمرتهم مؤامرات الإخوان ومن هم على شاكلتهم، وأعوانهم من المزايدين الكاذبين».

"نقلا عن العدد الورقي"..
الجريدة الرسمية