رئيس التحرير
عصام كامل

وكيل «آداب عين شمس»: علينا أن ندرك عظمة جذورنا وأصولنا (صور)

فيتو

أطلق اليوم قطاع التعليم والطلاب بجامعة عين شمس برئاسة الدكتور فتحي الشرقاوي نائب رئيس الجامعة لشئون القطاع أولى فعاليات سلسلة الندوات التوعوية بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة بندوة بعنوان "العودة للجذور" ألقاها الدكتور طارق منصور وكيل كلية الآداب وعضو ومنسق بيت العائلة المصرية للجامعة، والتي يشرف على تنظيمها الإدارة العامة لرعاية الشباب بالجامعة برئاسة سحر مجاهد، وبحضور عدد كبير من طلاب وطالبات الجامعة.


وافتتح الدكتور طارق منصور الندوة بكلمة أكد خلالها على أن مصر هي أول دولة في تاريخ البشرية ولها من الجذور والأصول الممتدة عبر آلاف السنوات التي كونت مخزون فريد من نوعة، مشيرًا إلى أن مصر هي الدولة الوحيدة في العالم التي تتمتع بالتعددية؛ فعلى مر التاريخ احتضنت أرضها مختلف الثقافات والديانات وانصهروا ليكونوا أحد النماذج العالمية الفريدة من نوعها في التعايش السلمي والتوافق الفكري رغم تعددية الجنسيات والمذاهب والديانات، مشددًا على أننا اليوم في أشد الحاجة إلى إيقاظ أمتنا المصرية وإحداث ثورة فكرية في مختلف المجالات الحياتية لنستعيد ريادتنا العالمية مرة أخرى.

واستطرد قائلًا إن مصر حباها الله بالعديد من المقومات والمميزات التي أهلتها لتصبح أم الدنيا بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ؛ فاستطاعت أن تُـمصر المسيحية والإسلام دون أن تشرك بالله، وكانت دومًا هي الملجأ الأول الذي يقصده الأنبياء والرسل، ففيها وادي "طوى" المقدس وعلى أرضها التي تواصلت مع السماء تجلى المولى عز وجل إلى جبل "طور" ليكلم موسى علية السلام تكليمًا، فلما كانت العناية الإلهية تحفظ لمصرنا هذه المكانة المقدسة ؛ فعلينا أن ندرك مدى عظمة جذورنا وأصولنا منذ فجر التاريخ لتساعدنا في أن نستلهم أمجادنا لتأسيس حاضرنا وبناء مستقبلنا.

وأشار إلى أن مصر هي أول دولة تعرف الفنون المسرحية بعد اليونان، وأول دولة عربية أدخلت السينما لتصبح بمثابة الشاشة التي يطل منها الشعب على قضايا المجتمع المختلفة ؛ موضحًا أن الفنانين المصريين الأوائل في منتصف القرن العشرين كان هدفهم الأوحد هو الإصلاح الاجتماعي والفكري في المجتمع وعملوا على إحداث نهضة مجتمعية غير مكترثين بالماديات عكس ما تشهده الساحة الفنية الآن من انحدار أخلاقي ومهني وسطحية المضمون، وكان لافتتاح الإذاعة المصرية عام 1930 والتليفزيون المصري سنة 1960 أكبر الأثر في تشكيل عقل ووجدان المواطن العربي عامة.

وأوضح "طارق" أن مصرنا اليوم تشهد حروب الجيل الرابع التي أطلقها الغرب عليها بالتعاون مع بعض الدويلات الشقيقة للأسف من نشر الشائعات المغرضة التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار البلاد بهدف تعطيل النهضة المصرية وتقزيم دورها المحوري في الشرق الأوسط لاسيمًا في العالم؛ وذلك لأن العالم كله يدرك مدى قوة وريادة مصر وتأثيرها في مجريات الأحداث العالمية متى تستعيد قوتها التي لم يكن الشق العسكري بها سوى عامل ضمن العديد من العوامل وعلى رأسها عامل القوى الناعمة وتأثير آدابها وفنها في تشكيل شخصية ووجدان العالم العربي من حولها.

وفي الختام، عرض طارق منصور فيلم تسجيلي من إعداده وإشرافه الفني يستعرض تاريخ مصر منذ العصر الفرعونى وتأثير مصر القوى على الأحداث في العالم وتصديها للحملات التي وجهتها الإمبراطوريات المختلفة ضد مصر لإحباط نهضتها الأولى، مرورًا بتصديها لهجمات التتار والصليبيين واحتضانها للثقافات المختلفة وحتى ترابطها المجتمعى بين المسيحيين والمسلمين كوحدة واحدة ضد الاحتلال الإنجليزي وحتى ثورة يناير المجيدة والتي أوضحت للعالم أجمع مدى ترابط وتلاحم الشعب المصري بمختلف معتقداتهم في مشاهد أبهرت العالم.
الجريدة الرسمية