رئيس التحرير
عصام كامل

«أبو الحارث المصري».. مفتي الجهاد يقود القاعدة في سوريا

أبو الحارث المصري
أبو الحارث المصري "يمين" في ريف حماة

كشفت تقارير إعلامية سورية عن الهيكلية القيادية لـ«هيئة تحرير الشام» التي تشكلت في بداية هذا العام، وأوضحت المصادر السورية، عن أبرز القيادات القيادية لــ«هيئة تحرير الشام» وهم: أبو يوسف الحموي المسئول الشرعي العام في الهيئة، والسعودي عبد الله المحيسني، والمصري أبو الحارث المصري.


وتعكس هذه الهيكلية مدى هيمنة «جبهة النصرة» عليها وسيطرتها على أغلبية مفاصلها المؤثرة، بالإضافة إلى أبي محمد الجولاني الذي يتولى منصب «القائد العسكري العام»، هناك أبو يوسف الحموي المسئول الشرعي العام.

ولأول مرة تعلن «هيئة تحرير الشام» رسميًا عن وجه القيادي المصري الملقب بأبي الحارث المصري.

ويعد أبو الحارث المصري من أهم القيادات «الجهادية» وأكثرها غموضًا وسرية في سورية، إذ حرص منذ دخوله إلى الأراضي السورية على عدم إظهار صورته والبقاء في الظل بالرغم من الأدوار الحاسمة التي كان يقوم بها على أكثر من صعيد خصوصًا لجهة الفصل في الخلافات بين الفصائل.

هذه السرية جعلت هوية أبي الحارث مجهولة حتى لدى بعض المقربين من التنظيمات «الجهادية»، فيما شكلت لغزًا بالنسبة إلى المراقبين المعنيين بالمشهد «الجهادي» في سوريا.

أبو الحارث المصري هو الشيخ أسامة القاسم، الذي كان يشغل منصب مفتي عام «جماعة الجهاد المصرية»، وهو أحد المتورطين في قتل الرئيس المصري أنور السادات، وكذلك أحد المخططين للمحاولة الفاشلة لاقتحام «مبنى الإذاعة والتليفزيون» بهدف إعلان قيام الدولة الإسلامية، وقد قبض عليه مع آخرين وتمت محاكمتهم عسكريا، وكان نصيبه السجن 50 عاما قضى منها 26 عاما، وخرج عام 2007.

ويعتبر القاسم من أبرز قادة «الجهاد المصري» الذين رفضوا الموافقة على المراجعات الفقهية التي أجراها بعض قادة الجماعة في السجون، كما رفض عام 1998 مبادرة وقف العنف.

وبالرغم من أنه لم يبايع تنظيم «القاعدة» إلا أنه كان يؤيد أعماله مع تحفظه على توقيت بعض هذه الأعمال فقط، ولم يتعرف على أيمن الظواهري زعيم «القاعدة» الحالي إلا في السجن رغم أنهما كانا في تنظيم واحد هو «جماعة الجهاد».

ويقول أسامة القاسم: كنت أؤيد أعمال تنظيم القاعدة، إلا أننى كنت أختلف أحيانا معهم في مسألة توقيت تنفيذ الأعمال، إلا أنهم كانوا متحمسين لدينهم، وهذا ما كان يدفعهم للخروج إلى حرب لم يتمكنوا من إعداد العدة لها، وهناك بعض الأحداث تم التعجل فيها وكان من الممكن أن تؤجل لحين تجهيز العدة، لأن الجهاد في سبيل الله يحتاج إلى طاقة وقدرة معينة فإذا أمكن لك أن تتخذ عدة وعداد فإن ذلك يحدث أثرا ويضمن حماية من ردود الأفعال والضربات المضادة، والدكتور أيمن الظواهري كان معنا في تنظيم 1981، وكان في تنظيم «عصام القمنى» وقد تعرفت عليه داخل السجن، وبعد أن خرج من السجن ذهب إلى السودان ثم إلى أفغانستان وعاصرته منذ أن كان معنا في ليمان طرة.

وأثناء فترة سجن "أسامة القاسم" تنقل عبر عدد من السجون، من المرج الحربي ثم طرة لمدة عامين ونصف العام إلى سجن أبو زعبل ثم مرة أخرى إلى طرة، وفي السنة الأخيرة انتقل إلى ليمان وادي النطرون، ثم أفرجت السلطات المصرية "القاسم" في أغسطس 2007.

وقد نشط القاسم سياسيًا بعد تولي محمد مرسي منصب رئيس الجمهورية، وكان يظهر إلى جانب حازم أبو إسماعيل مؤسس «حزب النور» السلفي، لكنه اختفى عن الساحة منذ عزل مرسي في يوليو 2013؛ ليتبين أنه جاء إلى سوريا واختار لنفسه لقب أبو الحارث المصري.

ومن أهم مواقف القاسم بعد الإفراج عنه أنه دعم الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، وطالب في إحدى تصريحاته الصحفية بـ«قطع ألسنة المعارضين»، بل طالب في إحدى المرات بـ«إهدار دم المتظاهرين» ضده.

كما هدد أثناء الانتخابات الرئاسية في مصر عام 2012 أن وصول الفريق أحمد شفيق أو عمرو موسى إلى منصب الرئاسة سيجعل مصيرهما مشابهًا لمصير السادات، ويؤيد القاسم أخذ «الجزية» من المسيحيين، ويرفض قيادة المرأة للسيارة، أما عن الليبراليين فكان يقول: «نقبلهم طالما كانت هناك ساحة للحوار أما إذا تم استهداف الإسلاميين فسنلجأ للسلاح».

ولا يعرف كيف خرج من القاهرة إلى سوريا، حيث دخل "القاسم" سوريا في عام 2013 ليعمل في الحقلين الدعوي والقضائي بصفة مستقلة، قبل أن يصبح عضو اللجنة الشرعية في "هيئة تحرير الشام".

وشكّل في يوليو 2016 الماضي إلى جانب الشرعي عبد الرزاق المصري، وأبو ماريا القحطاني، وأبو عبد الرحمن مظهر الويس، وعباس شريفة أبو تميم، وأيمن هاروش ما يسمى بـ”تجمع أهل العلم في الشام” لفض النزاعات و”تحكيم شرع الله” بين الفصائل العاملة في الشمال السوري.

ظهر لأول مرة على الأراضي السورية في معارك ريف حماة الشمالي إلى جانب القاضي الشرعي السعودي عبد الله المحيسني مارس 2017، والتي كانت "هيئة تحرير الشام" الطرف الأبرز فيها.

ورفض أبو الحارث إلى جانب المحيسني الإفتاء بالاقتتال الأخير، واعتبراه فتنةً، داعين لإيقافها.
الجريدة الرسمية