رئيس التحرير
عصام كامل

"فاينانشيال تايمز": صناعة النفط الليبية تعاني من عنف الميليشيات

جانب من صناعة النفط
جانب من صناعة النفط الليبية - أرشيفية

ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن حوادث العنف مثل تلك التي وقعت فى مجمع "مليتة" النفطي الشهر الماضي وأسفرت عن مقتل شخص وإصابة العديد غرب ليبيا، أصبحت سمة لصناعة المواد الهيدركربونية في ليبيا منذ سقوط الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في 2011.


وأوضحت الصحيفة في تقرير على موقعها الإلكتروني اليوم الإثنين أنه رغم تمكن ليبيا من استعادة المستويات التي كان عليها إنتاج النفط في فترة ما قبل الثورة والبالغة حوالى 6ر1 مليون برميل يوميا، فإن ضعف حكومتها وانتشار الجماعات المسلحة غيرا من الظروف التي تعمل بها الشركات الدولية في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا والغنية بالنفط.

وأضافت الصحيفة أن الميليشيات المسلحة بأسلحة ثقيلة تداهم حقول النفط والمواطنين الليبيين الراغبين فى الحصول على وظائف يحاصرون المنشآت والاحتجاجات تغلق محطات التصدير.

وتابعت الصحيفة "هناك مخاوف بالمنطقة فى أعقاب هجوم على منشأة نفط فى الجزائر المجاورة فى وقت سابق من هذا العام".

ونقلت الصحيفة عن وزير النفط الليبي عبدالباري العروسي قوله "إن العراقيل التي تواجه الإنتاج كلفت الدولة العضو بمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" حوالي مليار دولار على مدار الأشهر الخمسة الماضية".

وأضاف "عندما تكون هناك اعتصامات فإن حقول النفط تغلق، وتقع الخسائر نتيجة عدم الإنتاج والتصدير، ونحن نحاول حل تلك المشاكل من خلال الحوار والمناقشة".

ولفتت الصحيفة إلى أن الحكومة عززت من حراسة منشآتها البترولية التي يبلغ عدد المشاركين بها 18 ألف رجل والكثير منهم أعضاء سابقون في ميليشيات تندمج في الجيش.

ولفتت الصحيفة إلى أنه ومع ذلك فإن المسئولين لا يزالون يقولون إنه لا إجابات سهلة على المشاكل الأمنية في البلد المتسمة بالفوضى، والتي ينعدم بها القانون تقريبا ولا يزال يغمرها السلاح.

وأوضحت الصحيفة أنه بحسب دبلوماسيين وأشخاص من داخل الصناعة فإن جزءا من المشكلة يتمثل فى أن بعض الميليشيات المحلية التى حرست منشآت النفط خلال الحرب التى أطاحت بالقذافى تشعر الآن بأنه من حقها الحصول على وظائف ومكافآت أخرى.

ونسبت الصحيف إلى دبلوماسى غربى قوله "إن الجيش كان له وضع خاص خلال الثورة لكن حاليا تتولى الحكومة مسئولية الأمن فى المنشآت النفطية. ويجب أن يتم منح هؤلاء الأشخاص شىء أو دمجهم. والحكومة تقوم بذلك لكنها عملية طويلة".

ولفتت الصحيفة إلى أن التعامل مع الميليشيات المسببة للاضطرابات فى الفترة المتسمة بالفوضى بعد الثورة ليس تحدى ليبيا الوحيد، فالكثيرون يخشون من التشدد الإسلامى فى الصحراء الأفريقية التى تعد بلا حدود.

وأوضحت أنه برغم عدم استهداف المتطرفين الإسلاميين لمنشآت النفط فى ليبيا، فإنه من المفترض أن يكون المتشددين قتلوا سفير الولايات المتحدة في الصيف الماضي شرق مدينة بنغازي.

وأشارت إلى أنه قبل الثورة لم تكن هناك ضرورة للإجراءات الأمنية المشددة.
الجريدة الرسمية