رئيس التحرير
عصام كامل

حمى «المراجعات» تجتاح شباب الإخوان.. الشناوي يترك الجماعة بتوصية من «عقله».. عماد علي: تبرأت منها بسبب الفهم المقدس لتعاليم البنا.. عبد الحافظ: 3 توصيات لإعادة دمج أعضائها

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

هي الحمى بعينها؛ «المراجعات» تجتاح شباب جماعة الإخوان الإرهابية، ما كان مسكوت عليه في الماضي، ويأخذ أعواما قبل أن يظهر للعلن، بات الإعلان عنه على الملأ دون خوف، عبر اللافتات الكبيرة يؤكدون تبرؤهم من الفكر الأصولي الإخواني الذي ذهب بالجماعة إلى ما وراء الشمس.


وخلال الفترة الماضية، فقدت جماعة الإخوان - أكبر جماعة دينية - عددا كبيرا من عناصرها، وخصوصا من الشباب؛ بسبب الحّنق على أفكارها ومسارات قياداتها السياسية، ما حمل أبناءها على مغادرتها، منهم من تورط في العنف مع داعش وبعض الجماعات الأكثر تشددا، ومنهم من تبرأ من الجماعات الإسلامية بأكملها واختار طريق الصلاح والسلام مع النفس والمجتمع.

غياب العقل
عبده الشناوى، أحد شباب الجماعة الذين تركوها مؤخرا، قال إنه خرج من الإخوان، لأن فشلها كان يلوح في الأفق بعد مرور أشهر قليلة على وجودها في الحكم.

وبرأيه كانت الجماعة تصر على عدم إعلاء صوت العقل والضمير، ولم تقدمهما على طموحاتها السياسية، وطالب الشناوي مرسي بالاستقالة من السلطة والتنحى تأسيا بعبد الناصر بعد النكسة، وكنوع من تحمل المسئولية، وهو ما لم يحدث وكان ذلك أهم سبب جعله يدرك استحالة وجوده في صفوف الجماعة.

أخذ الشناوي قراره عندما بدأ يقرأ ويعمل عقله في مآلات الأمور.. هكذا قال عن الأسباب التي جعلته يعلن ابتعاده عن الإخوان؛ هم برأيه هواة، مغامرون يسعون للحكم دون كوادر مؤهلة لذلك؛ ارتفاع سقف طموح الأحلام في وجود إمكانات بشرية ضعيفة وهشة للغاية كان أهم سبب قادهم من وجهة نظره، نحو الصدام مع الجميع حتى انتهوا إلى ما هم عليه الآن.

كلام البنا "قرآن"
أسباب كثيرة جعلت عماد على، القيادي الشاب بالفيوم الذي ترك الإخوان وأعلن تبرأه منها، يرى «على» أن خطأ الإخوان الذي لا يغتفر تعاملهم مع أحاديث «البنا» على أنها قرآن يتلى، اعتبروها حقائق ثابتة لا تقبل الجدال، وهو كان يثير حنقه.

القيادي الشاب المنسلخ عن جلد الإخوان، يرى تعاليم البنا التي قالها لأعضاء الجماعة على سبيل التحفيز والأماني، كانت مجرد تمني أن يكونوا هكذا؛ حين وصفهم بـ«أصحاب رسول الله»، أو هم الإسلام، والجماعة التي وقع عليها الاختيار لإنقاذ البشرية، والروح الجديدة التي تسري في هذه الأمة، وغيرها من الصفات التي أطلقها دون حق ولا دليل.

يعتبر «عماد» أن فهم الإخوان الخاطئ لتعاليم البنا، أورثهم غرورا واستعلاءً أضرهم أكثر ما أضر غيرهم؛ هم برأيه بشر عاديون جدا لديهم وجهة نظر تحتاج لإعادة النظر فيها، بعدها قد يكون هناك أمل في تغييرهم.

3 مسارات للحل
ويرى عمرو عبد الحافظ، أحد الشباب الذين شاركوا في عمل المراجعات مؤخرا، أن القضاء على الإرهاب وتحجيمه يتطلب العمل في ثلاث مسارات متوازية، الأمني لمواجهة عمليات العنف وتنظيماته، والفكري لتجفيف منابع القناعات المؤدية إليه، والسياسي لإزالة أي نوع من الاحتقان السياسي أو المجتمعي المغذي لأفكار العنف.

يؤكد "عبد الحافظ" الذي قضى من عمره أوقاتا مرت عليه كالدهر في سجن الفيوم، أن الحل الأمني وحده لن يؤدي إلى شيء، هو كمن يجفف الماء من فوق الأرض، بينما المطر يهطل من السماء.

ويوضح القيادي الإخواني السابق، أن هناك منظومة فكرية تصنع العنف وينبغي مواجهتها بالأدلة والبرهان، وكذلك هناك بيئة سياسية محتقنة تصب الزيت على النار فتزداد اشتعالا، وينبغي معالجة ذلك الاحتقان بالقوة، والعقل والمنطق أيضا.

الجريدة الرسمية