حصن الأمان
لا شك أننا نرى كل يوم ما يحاك للمنطقة العربية من أطماع استعمارية بداية لما يسمى بالربيع العربي مغلفا بما كتبوا عنه من الديمقراطية، مرورا بمساعدة الجماعات المسلحة في الانتشار كالورم السرطاني انتهاءً بالحروب الأهلية في العديد من الدول فنظرة سريعة لما حدث في سوريا والعراق واليمن من قتل وتخريب ودمار هو شاهد على حجم المؤامرة التي تحاك للدول العربية.
ويقف العدو متفرجا سليما لم يتكلف شيئا إلا أنه فقط يدعم من بعيد ما يسمونه الفوضى الخلاقة لتحقيق مآربهم، إن زرع الألغام في الأرض أقل خطرا بكثير من زرع الألغام في العقول، فاللغم الأرضي يقتصر انفجاره على مكانه أما ألغام العقل فإنها تنتشر في عقول أخرى بل ويتشبثون بها جيدا، حيث يربطون بينه وبين مسميات براقة ويلصقونها بالدين.
نرى كل يوم كيف أن بداية هدم الدولة هو ضرب جيشها بكافة الأسلحة وإرهاقه حتى لا يستطيع مواجهة المد الاستعماري، ولهذا لا بد من الوعي، وأن ندرك ما نحن فيه من تهديدات، والمخاطر التي تحيط بنا، حيث أصبحت المنطقة على صفيح ساخن فهي محط أنظار المستعمر الذي رجع بقوة بعدما كان كامنا لسنوات طويلة لكن بصورة مختلفة، إذ يستهدفون المواطنين أنفسهم لتدمير بلادهم وعندها يسهل الانقضاض عليها كما حدث في العراق.
لذا يجب أن نعي حجم المؤامرة التي تحيط بنا ونكون أكثر حكمة في معالجة قضايانا ونحافظ على مؤسساتنا الأمنية لأنها الحصن.
الذي نحتمي به أننا اليوم أكثر فهما، وسنحافظ على أوطاننا من مآرب المستعمر الذي يراهن على غباء بعضنا أكثر ما يعتقد في ذكائه.