رئيس التحرير
عصام كامل

التدريب السياحي بين الواقع والمأمول


ساعات عدة فصلت بين مشاركتى في "منتدى الحوار الأكاديمي المهني للتعليم السياحي" الذي نظمته كلية السياحة والفنادق بالفيوم برئاسة الأستاذة الدكتورة هناء عبدالقادر عميد الكلية السبت الفائت، وورشة عمل "مشاركة القطاع السياحي في تحديد الاحتياجات التدريبية لمعلمي التعليم الفندقي" الأحد الماضى بمشاركة الأستاذة الدكتورة عادلة رجب، نائب وزير السياحة، وما يستحق الذكر هنا هو القاسم المشترك في الحدثين والذي يتبلور في أن التدريب وصقل مهارات العاملين بالقطاع السياحى ضرورة وليس ترفًا.


ودارت رحى النقاشات في الحدثين حول أهمية التدريب وضرورة رفع كفاءة العاملين بالقطاع السياحى وجاءت النقاشات لتكشف أن الفرق ما زال شاسعا والفجوة متسعة بين قطاع الأعمال السياحى والتعليم السياحى في كليات ومعاهد السياحة والفندقة وأن التواصل ما زال في طور المحدودية.

نعم قد آن الأوان لمد جسور التواصل وتمتين الثقة بين القطاع السياحى الحكومى والقطاع الأكاديمى والقطاع الخاص ليتعرف كل طرف على مشكلات وطموحات وأطروحات الطرف الآخر، فالاتصال الفاعل بين وزارة السياحة واتحاد الغرف السياحية والقطاع الأكاديمي إذا تم يمثل خطوة حثيثة في الطريق الصحيح لإصلاح المنظومة السياحية متشابكة الأطراف، فالقطاع الأكاديمي بمفرده دون تواصل جاد مع القطاع السياحى لن يقدم أطروحات جادة لتطوير القطاع خاصة فيما يتعلق بتنمية العنصر البشري.

لقد آن الأوان للعمل بروح الفريق بعيدًا عن ثقافة الجزر المنعزلة، فلا القطاع السياحى يستطيع أن يغرد بمفرده ولا القطاع الأكاديمي يستطيع أن يقود المركب منفردًا لخدمة القطاع السياحي.

ولكن هناك بادرة أمل قوية يتبناها اتحاد الغرف السياحية بتفعيل برنامج التدريب الفني للعاملين بالقطاع السياحى بداية من العام المقبل بدعم من الاتحاد الأوروبي وبحسب تصريحات منسوبة للاتحاد تعتمد خطة تدريب العاملين بالقطاع السياحى على ثلاثة محاور رئيسية أولها تدريب طلبة كلية السياحة والفنادق ثم رفع كفاءة العاملين الحاليين وأخيرا تبني العاملين ذوي الكفاءة والمميزين بما يعزز من صقل مهاراتهم.

نعم لابد من التأكيد أن العنصر البشري أحد أهم محاور التنمية المستدامة وليس هناك نهوض بالعملية السياحية دون الاهتمام بالعنصر البشري ورفع كفاءته بما ينعكس على مستوى الخدمات المقدمة للعملاء، مع ضرورة الشراكة الفاعلة بين الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني؛ لإنجاح المبادرات الخاصة بالتدريب، مع دحض ثقافة الجزر المنعزلة ومواكبة تطبيقات التكنولوجيا الحديثة.
الجريدة الرسمية