رئيس التحرير
عصام كامل

إذا كان كل هؤلاء بريئين.. فمن المجرم؟!


حادث جامع الروضة الإرهابي ببئر العبد جديرٌ بالفحص والدرس والمراجعة، ليس لضخامة أرقام الضحايا الذين هم الأكثر عددًا، وهو ما قصد به إيلام الدولة، وإضعاف روح مواطنيها، ولا في كيفيته ونوعيته، وهو تطور خطير يجب ألا نغفله.. لأنه استهدف أبرياء يؤدون ما افترضه الله عليهم، وهو ما يعني أن المعركة أكبر مما كنا نتصور، معركة اجتمعت لها أطراف عديدة في الداخل والخارج تمويلًا وإمدادا بالمعلومات، وليس لنا فيها خيار إلا النصر، ولن يتحقق هذا النصر إلا بجبهة داخلية موحدة، واعية بحجم المخاطر وأهوال الاستسلام للإحباط والتفريط في الأمل.. مهما يكن حجم ما نعانيه من مشكلات اقتصادية أو اجتماعية غير مسبوقة.. فلا مفر من الحذر واليقظة والالتفاف حول الدولة في محنتها ومصابها.. حتى لا يتمكن منها أعداؤها وهو ما لن يحدث بإذن الله.. فالإرهاب إن تمكن منها فلن يبقي ولن يذر.


نحتاج أن ينهض علماؤنا والمتخصصون والخبراء في دراسات العنف والإرهاب ليجيبوا على أسئلة عديدة أهمها: مَنْ هؤلاء الذين نفذوا حادث بئر العبد؟ ومَنْ وراءهم؟ ولماذا كل هذا الغل والحقد والانتقام من مسلمين أبرياء؟!

المدهش حقًا أن العالم كله أدان الحادث بأقوى عبارات الشجب والاستنكار..حتى أن ثمة دولًا نكَّست أعلامها، وأخرى أطفأت أنوارها تضامنًا مع ضحايا الحادث.. بل إن أردوغان وتميم وقادة إيران وإسرائيل قد أدانوا المذبحة البشعة.. وإذا كان كل هؤلاء بريئين مما جرى، ومتضامنين مع مصر.. فمن ذا الذي أجرم في حقها؟ 
الجريدة الرسمية