مصر المستهدفة!

هل يمكن لعاقل أن يغفل أن مثل حادث جامع الروضة الإرهابي هو الأكثر إيلامًا وتدميرًا وإزهاقًا للأرواح والذي يمثل تغيرًا نوعيًا في حركة التنظيمات الإرهابية.. أن هناك أيادي خارجية وفرت المعلومات والدعم والمال والتخطيط لإيقاع كل هذا العدد من الضحايا ( 310 شهداء وأكثر من 100 مصاب ) لإحداث صدى عالمي بأن مصر غير مستقرة وتشويه صورتها.. فلا يمكن لنفر محدود من الإرهابيين أن يخططوا ويجمعوا المعلومات وينفذوا مثل هذه الجريمة في وضح النهار ثم يهاجموا سيارات الإسعاف لمنعها من نقل المصابين للمستشفيات لضمان الإيقاع بأكبر عدد من الضحايا..

فمَنْ خطط وموَّل ووفر الغطاء والمأوى لهؤلاء المجرمين.. وهل مازلنا في حاجة إلى دليل أن الدولة مستهدفة في منشآتها ثم في جيشها وشرطتها ثم في كنائسها والآن في مساجدها ومدنييها.. هل ترك الإرهابيون شيئًا لم يعتدوا عليه.. هل لدى أحد شك في أننا إزاء حرب شعواء تستهدف كل شيء في الوطن.. أرضه ومياهه.. شعبه وحكامه.. مؤسساته وأعمدته.. جبهته الداخلية وصفه الوطني.. الكل مستهدف والكل مشروع شهيد ما لم تتغير عوامل ومسببات الإرهاب وتجف روافده.