رئيس التحرير
عصام كامل

قصص مؤلمة يرويها أطفال بئر العبد عن حادث الروضة الإرهابي

فيتو

«قلت له: يا عمو إنى لسه طنى (طفل بـاللهجة البدوية).. قاله: غور ولاقيته بيوجه الآلى ناحية أخويا الطالب في الصف الثالث الإعدادى وقتله بطلقة في رأسه».. كلمات خرجت من طفل لتسجل شهادة جديدة على دموية إرهاب لا يراعي للدماء حرمة ولا لبيوت الله قدسية، ذلك الذي ارتكبته آيادٍ آثمة في استهداف مسجد الروضة ببئر العبد، في شمال سيناء والذي استشهد فيه ما لا يقل عن 30 طفلا.


على مشارف قرية الروضة يجلس الطفل خالد على جذع شجرة كانت أغلقت بها أحد الطرق الرئيسية بالقرية صباح يوم جريمة الخسة، دون تردد قال لنا: "أخويا مات في الجامع".


قبل أن يتم إطلاق النيران على المصلين كان يقف خالد على الباب الخلفي للجامع، ورأى عددا من المسلحين قادمين تجاهه.. فوجئ بإطلاق النار من مسافة قريبة على جدران المسجد من الخارج، فبدأ الخوف يملأه فقال لأحدهم: يا عمو إنى طنى "(طفل)، فقال له "غور"، متابعا".. ما هى إلا لحظات ورأيت أخى الذي يدرس في المرحلة الإعدادية غارقًا في دمائه لأنه فاتنى وقتل أخى.


وأضاف الطفل: «كانوا بيضربوا كل واحد من المصلين رصاصتين أو ثلاث في رأسه، بس كان فيه طلقات طايشة بتيجي في الكتف أو القدم".


تنتشر الطريقة الصوفية الجريرية الأحمدية بقرية الروضة التي يقطنها نحو 2500 نسمة وتقع على بعد 30 كيلو مترًا غرب مدينة العريش.


فوجئ أطفال القرية الذين كانو يلهون خارج المسجد باقتحام عدد كبير من المسلحين للمسجد قبل أن يشرع الإمام في إقامة الصلاة، وأمطر المسلحون المصلين بوابل من الرصاص "دخلوا من كل الأبواب"، حسب روايات أطفال وأكدوا أن الإرهابيين كانوا يركزون إطلاق الرصاص على الرأس.


وعلى أبواب المسجد جمع شباب القرية أحذية الشهداء المتبقية من ضحايا المذبحة تحت شجرة قريبة من المسجد، وسريعًا ذهب أطفال القرية إلى مكان الأحذية ليفتشوا بينها عن متعلقات آبائهم وذويهم الذين استشهدوا على يد الآثمين.


في غضون ذلك صرخ طفل فجأة بعد أن عثر على حذاء والده قائلًا: "لقيت شبشب أبويا"، وسريعًا ذهب باقى الأطفال ليفتشوا عن بقايا من رحلوا.


ويروى "إسلام" صاحب الــ12 عاما، تفاصيل المذبحة قائلا: "دخلوا من كل الأبواب.. كانوا يرتدون "صديري"، "وملثمين ولابسين شارة سوداء حول معصم اليد"، مضيفًا وكل فرد كان يحمل في يده سلاحًا آليًا يطلق منه الرصاص "رشاش أو بندقية مش عارف بالضبط"، بينما يضع في جيبه طبنجة مشيرًا إلى أن الإرهابيين كان عددهم يتراوح ما بين 20 و30 فردًا أعمارهم تتراوح ما بين 20 إلى 40 عاما، وكان كل باب من أبواب المسجد يقف عليه اثنان وكانوا بيضربوا من الشبابيك والأبواب"، ونحو 10 أفراد دخلوا جوه قلب المسجد يخلصوا على الناس.


وذكر "إسلام" أن المسلحين كانو يستقلون 5 سيارات تركوها على مشارف القرية وبدأوا بإطلاق النار على مئذنة المسجد قبل دقيقة من بدء إطلاق الرصاص على المصلين، ثم أطلق أحد المسلحين طلقات نارية تجاهي ولكنها لم تصبني، متابعًا: "الرصاصة عدّت من قدامي وفجرت دماغ راجل كان واقف.. شفت ناس بتهرب، إللي عرف يجري يمين أو شمال كنت ناوي أجري معاهم بره، لكن لما شفت الإرهابيين بيطاردوا اللي بيهرب ويصفّوهم، دخلت حمام الجامع.


وعلى أحد أبواب المسجد كان يقف الطفل بركات "8 سنوات"، ويقول أثناء صلاة الجمعة جاء مسلحون كثيرون وقتلوا كل الناس اللى في المسجد وقتلوا أبويا وحرقوا السيارت مشيرًا بإصبعه إلى مكان اشتعال السيارات".

الجريدة الرسمية