رسائل إلى حمدين صباحى (الأخيرة)
أمامك يا أستاذ حمدين طريقين لا ثالث لهما فى التعامل مع العالم.. إما نموذج الرئيس الثائر الذى يقاوم السلطة ويقود بالإضرابات والاعتصامات والجماهير بنفسه..
وهى نماذج حية وموجودة بأمريكا اللاتينية.. بل وممتدة من "غاندى" فى الهند إلى "ماو تسى تونج" فى الصين إلى "ليش فاليسا" فى بولندا.. إلى رؤساء القارة الأمريكية الجنوبية..
وإما أن تتعامل مع الجميع على الطريقة الغربية.. نموذج الرئيس الذى فى الظل.. الرئيس المحتمل.. الذى يلتقى الوفود الرسمية التى تأتى من الخارج وتجمعكم جميعا الصور التذكارية..
أو تلبية دعوات الخارج أيضا.. وتتوقف علاقتك بالجماهير عند رسائل تويتر وفيس بوك.. والتلويح لهم فى المؤتمرات الشعبية.. وتلبية الدعوات فى الجامعات والمؤسسات المختلفة..
لكن فى كل هذا الأخير تبقى وسط دائرة ضيقة وحرس وحراسه.. لا يعرف أقرب المقربين منك الاتصال المباشر بك.. ولا يعرف أغلبهم مكانا للتواصل معك.. فضلا عن التوقف عن مبادراتك بالاتصال بالناس.. تتحاور معهم وتستطلع آراءهم..
وقد أدهشنى عتاب الكثيرين من مثل ذلك من شخصيات المفترض أنها صديقة ومقربة.. بل إن أحدهم وهو من أشد المقربين.. قد اطمأن عليك فور أحداث جامعة شبرا بالرسائل الهاتفية!
اعتقادى.. أن حمدين الثائر والمناضل الذى نعرفه.. سيختار الخيار الأول.. أن يبقى وسط الناس.. ليس بينه وبينهم حجاب.. أن يتصل بأصدقائه وأحبابه القدامى والجدد ويلتقيهم.. يوسع من دائرة مستشاريه.. يستأنس بآرائهم.. ويستمع للجميع.. يعود بعدها لدائرته الصغيرة محصنا بنصائح وآراء محبيه.. محطما كل الحواجز الممكنة.. وغير الممكنة..
عندئذ سيكون انتصار حمدين الأول.. بعدها.. سينتصر حمدين.. انتصارا تلو آخر!