في منزل رئيس الوزراء!
كانت شمس يوم قائظ الحرارة قد أفلت ونحن على رصيف مجلس الوزراء نتناول إفطارا رمضانيا مع أصدقاء أتوا من كل حدب وصوب للمطالبة بتفعيل قرار مجلس الوزراء بتعيين أوائل الخريجين، وبعد وقفتنا السلمية وتناول الإفطار والإدلاء بتصريحات للصحف التي أبرزت عناوينها بشأن قضيتنا اقترح أحد الزملاء الذهاب لمنزل رئيس الوزراء وبالفعل ترجلنا على الأقدام مع الزملاء عاشور، ومعتز، وخلف، وحمزة، وشعلة، وتامر، وحمص، ومحمد على، وأبوتريكة، وأبوعيطة، وعبدالمجيد وإمبابي وحسام والشاعر وغيرهم من الزملاء والزميلات حتى وصلنا لمنزل رئيس الوزراء بشارع شهير بالدقى، وهناك وجدنا تمركزًا للأمن المركزى جراء محاولة بعض أهالي الدويقة بإثارة القلق بالمنطقة للمطالبة بشقق سكنية آنذاك، وقد تفهم رجال الشرطة مطلبنا المطبوع وأخبرنا أن رئيس الوزراء غير موجود بالفعل بالمنزل وفى هذا الحين خرج من المنزل نجل رئيس الوزراء أتذكر أن اسمه كريم الذي استمع لمطلبنا وأخذ الأوراق مننا بالفعل ووعدنا بعرض الموضوع على والده في ذات الليلة.
في اليوم التالي بدأنا الوقفة أمام مجلس الوزراء وكان هناك اجتماع مجلس وزراء في ذات اليوم وطالعنا الصحف المختلفة التي تناولت قضيتنا واستطاع الزميلان عبدالمجيد وشعلة لقاء الدكتور على السلمى، نائب رئيس الوزراء وبنهاية يوم 17/ 8/ 2011 خرج بيان صحفي من مجلس الوزراء يشير لقضيتنا وأنه تم تناولها في جلسة مجلس الوزراء وأنه تم تكليف التنظيم والإدارة والتعليم العالى بهذا الموضوع.
لا أدعى أننى كنت ضمن أول مجموعة طالبت بتفعيل قرار مجلس الوزراء بتعيين أوائل الخريجين بل كانت المجموعة الأولى التي طالبت بذلك هي مجموعة زميل يدعى محمد علام وهى أول مجموعة حصلت على وعد تفعيل قرار تعيين أوائل الخريجين وكان ذلك في 17/ 3/ 2011 وتم إصدار بيان صحفي بأن مجلس الوزراء وافق على تعيين أوائل الخريجين من دفعة 2006 حتى 2010 وهو ما دعانى سريعا للمطالبة بوقفة لتضمين دفعات 2003، 2004، 2005 في قرارات التعيين، ويومها قلت للوزير عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالى حرفيا: "كيف يتم تعيين دفعة 2010 واستبعاد دفعة 2003 رغم أن 2010 كان في ثالثة إعدادى عندما أنهينا نحن دراستنا الجامعية".. وكان رده بابتسامة عريضة أنه يعتقد أن هؤلاء تم تعيينهم بالفعل وأخبرنا أنه سيتأكد من ذلك بنفسه وبالفعل طل علينا بعد عدة أيام على شاشة قناة الحياة ليخبرنا أنه تأكد من كلام الشباب الذين التقوه منذ عدة أيام وأن التعيين سيتضمن دفعات 2003 حتى 2010.
أما الدكتور صفوت النحاس، رئيس الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، فقد كان لنا معه صولات وجولات فعندما التقيناه المرة الأولى في يوليو 2011 أخبرنا أنه لم يصل إليه شىء من مجلس الوزراء بشأن تعيين الأوائل وبعد جلسة مجلس الوزراء أخبرنا أنه سيتم تعيين الخمسة الأوائل فقط مما دعانا للتوسع في المطالبة لدى مجلس الوزراء بضرورة تفعيل القرار القديم الذي كان ينص على تعيين العشرين الأوائل على مستوى كل كلية بعد استبعاد من تم تعيينه معيدا وبالفعل استجاب لمطالبنا.
وكان الدكتور صفوت النحاس عصبيًا بظرف في تعاملنا معه فكان عندما تتم إثارته يخلع الجاكت ويقول "فهمونى أنتم...أو تعالوا اجلسوا مكانى وكان دائم الاستعانة بالكاتبة الصحفية ثناء حامد لحضور جلساتنا معه وكانت أكثر كلماتى المثيرة له عندما قلت له "إن كنتم أغلقتم القنوات الشرعية للتعيين في الفترة من 2004 حتى 2010 فقد فتحتم الأبواب الخلفية على مصراعيها ليتم تعيين 500 ألف موظف في ذات الفترة" فكان رده بعصبية أنه أول من كان يقف ضد ذلك وأنه عرض على حكومة نظيف وقف التعاقدات على الصناديق الخاصة ولكن حكومة نظيف رفضت مقترحه على حد كلامه، وهو القرار الذي طبق بالفعل منذ عام 2012 بوقف تحويل المتعاقدين على صناديق خاصة للتعيين على درجات دائمة من موازنة الدولة.
أكتب هذا بمناسبة مرور ست سنوات على تعيين قرابة 70 ألفا في الجهاز الإداري للدولة شكلوا إضافة حقيقية في شريان القطاع الحكومى بشهادة وزراء ومحافظين.. شباب كلهم طموح الكثير منهم التحق بالبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة وصاروا معاونين للوزراء وفى المكاتب الفنية للوزراء والمحافظين ووكلاء الوزارات ولا ينكر أحد جهودهم أو أفكارهم إلا الحاقد أو الفاشل.