رئيس التحرير
عصام كامل

الناجيات من رحم العنف.. 6 حكايات لسيدات تحدين جبروت الأزواج وقسوة الحياة.. فتاة تنجب من عمها بعد اغتصابها بالجيزة... «ناهد» تواجه انتقام زوجها بسبب «الخيانة».. وأخرى تصاب بجلطة بسب

فيتو

من رحم الأزمات قد تولد فرص لحياة جديدة، وهذا ما فعلته بعض النساء القويات عندما تعرضنا لأنواع العنف المختلفة، سواء كان عنف جسدي أو نفسي ومعنوي، فقد استطعن الخروج من أزماتهن بشخصيات أكثر نضجا ونجاحًا وما زلن يواجهن ويتصدين ولديهن من الإيمان ما يدفعهن لتغيير هذا الواقع المؤلم، ونرصد في التقرير التالي حكايات 6 نماذج تحدين العنف ووصلن الحياة: 


اعتداء العم
في إحدى حواري الجيزة، وفى حجرات الدور الأرضي لإحدى البيوت المتهالكة، وبداخل الحجرة الصغيرة التي تسكنها هي وأخواتها ووالدتها التي تعمل خادمة، ووالدها المصاب بشلل الأطفال، والذي يعمل "خفيرًا" لإحدى العقارات تحت الإنشاء بالجيزة، كانت "ص. ك" 16 عاما، في عامها الثالث عشر، عندما تلاعبت الغرائز الشيطانية برأس عمها الشاب، ذو الـ28 عاما، وأصبح معتديا ومنتهكًا لها، بدلا من دوره كحامي لها، فأصبح يعتدي عليها بشكل دائم، كلما سافرت زوجته إلى البلد، وخرجت أمها إلى العمل كخادمة في البيوت، ووسط غياب أبيها الدائم في حراسة العقار الذي يعمل به، ومما سهل عليه ذلك، كونه يسكن في الحجرة المجاورة لحجرتهم، واستمرت الفتاة النحيلة الجسد وقليلة الحيلة في مواجهة هذا الاغتصاب المنتظم، وعندما كانت تقاوم كانت تضرب من قبل العم، ولم تستطع أن تخبر أمها بما حدث، إلى أن حملت، وزرع في جسدها مالا يستطيع الدهر أن يمحوه مهما مرت السنوات.

وتروي قصتها قائلة "لدي طفل، أنجبته من عمي، الذي اعتدى علي منذ كان عمري 13 عاما، إلى أن تفاجأت أمي بأنني حامل في الشهر الثامن، ووضعت الطفل منذ عام مضى، وسجلته على اسم أبي، بعد الحصول على فتوى من الأزهر بذلك، وعمي الآن بالسجن، وأبلغ من العمر الآن 16 عاما، وقد قمت بالحصول على شهادة محو الأمية، وأعمل الآن، وأربي ابني، ولكنني لا أعلم ماذا أفعل غدا؟ 

ضرب يومي
لم تكن "ع. أ" الحالة الوحيدة التي تخطت أزمتها والعنف البدني والنفسي الذي تعرضت له، وإنما هناك ناجيات أخريات بينهن "ل. م" 32 عاما، والتي تحكي حكايتها قائلة: «كنت متزوجة من طباخ بإحدى الفنادق الكبرى، ولكنه لم يكن يصرف على أنا وولدي 9، 7 سنوات، بل طلب منى العمل كخادمة في البيوت؛ لكي أصرف على البيت والأولاد، وكان يأخذ مني فلوس أحيانا، على الرغم من أنه يأخذ ما يقرب من 6 آلاف جنيه شهريا كمرتب، ولكنه مدمن للمخدرات، هذا بالإضافة إلى الضرب اليومي».

وتابعت: «وصل به الأمر إلى إطفاء السجائر بعيني؛ لولا ستر الله مما سبب لي بعض المشكلات الطبية، وكان يقوم بضربي على أهون الأسباب، وكان يقوم بخنقي إلى أن تذهب روحي ثم يتركني بعد ذلك، وهو دائما يستضعفني؛ لأن والدتي كفيفة، وأبي رجل كبير في السن، وقد قام قبل ذلك هو ووالدته بضرب أمي، عندما اعترضت على ما يفعلة بي، وقد انفصلت عنه منذ عام، وأعيش في شقة غرفة واحدة وصالة مع أولادي، وأصرف من عملي في خدمة البيوت بعد أن طلقني».

انتقام الزوج
الحالة الثالثة هي ج . م محمد 36 عاما، والتي تزوجت من رجل مطلق ولديه ثلاثة أبناء، وكانت طالبة في كلية الإعلام "تعليم مفتوح"، وكان عمها 31 عاما، وتقول: "كان أبناؤه يتعاملون معي بشكل سيء إلى أن زادت الأمور سوءا، بعد أن حملت، فعندما علم بالخبر قام بضربها هو وأبناؤه، لكي يسقط الجنين". 

وأضافت: «كان يكلفنى بمهام ثقيلة، بها حركة كثيرة؛ لكي أسقط فكان يرسلني إلى مشاوير بعيدة مع ابنته وهو يعلم أنني مريضة سكر وحامل، وكان أبناؤه يضربوني بعد الولادة، ويأخذون ابنى ويخبئونه ويضعون عليه المخدات، وكان يرفض أن ينام بجوارنا، ويصمم أن ينام على الأرض، وكان يرفض أن يصرف عليه أو يحضر له أي شيء، وقام ابنه بحرق شعري وذراعي بالولاعة، ورفع على السكينة، ووالده موافق على ذلك».

واستطردت: «كان يقول لى أنا جايبك خدامة لعيالي ولمزاجي، ثم طلب مني أن أغادر المنزل، فرفضت، فقال لي: إن لم تمش من الشقة سأقتلك ورفضت مغادرة الشقة، وأنا يتيمة الأم والأب، وليس لى أحد، وإخواتي مشغولون بحياتهم، وقد طلبت أمى منه قبل وفاتها أن يحافظ علي، ولكنه لم يفعل، وعندما علم أننى رفعت قضية نفقة قام بتسوية معاشه، وقام بشراء سيارة خاصة، ويعمل سائق في "أوبر"، وابني يبلغ 5 سنوات الآن، ومصاريفه كثيرة، وإلى الآن لم آخذ منه شيئا لى ولا لابني".

وأكدت: "علمت بعد الزواج أن زوجته السابقة أم أولاده قد خانته مع صديقه، وشاهد أولاده ذلك، وهو ما أدى إلى إصابته بكهرباء زيادة بالمخ يعالج منها حتى الآن، وعرفت ذلك من أخي؛ لأنه هو من قال له، ولكنه استحلفه بالله ألا يخبرني، ولكنه أوضح لي الأمر بعد المشكلات الكثيرة التي حدثت بيننا".

جلطة في المخ
الحالة الرابعة ر . ع ، 37 سنة، مطلقة، وتعول 4 أولاد، وحصلت على حكم الخلع عام 2014، وتقول "ساعدتنى مؤسسة "سولا" في الحصول على الخلع، بعد معاناة كبيرة، كان يقهرني نفسيا ويسبني، ولا أسمع منه إلا الكلام الخارج طيلة الوقت، 7 سنوات من عمر ابنتى الصغيرة "رودي" لا يصرف علينا، وقد قام قبل ذلك بتأجير 10 رجالة، وقام بمهاجمتي في المنزل أنا ووالدتي، وضربونا وحاول أن يخرجني من الشقة بالقوة، مما أدى إلى إصابتي بجلطة في المخ، وكانت أمى رحمها الله تعولني أنا وأبنائي.

واستطردت: «هو حاليا يعمل بإحدى شركات الأمن، وحتى بطاقة التموين يرفض أن يعطيها لنا ويقول لي "الأفضل لى أن أبيعها ولا أعطيها لكي"، وأنا الآن لا أملك إلا معاش أبي وهو 700 جنيه فقط، بعد وفاة والدتي، وأنا وحيدة ليس لي إخوات، وأنا مريضة انزلاق غضروفي وفتق في الحجاب الحاجز وأحتاج إلى عملية، فلا أستطيع العمل، ولم يساندني أحد، ولم آخذ حقي ولا حق أبنائي منه حتى الآن».

عقدة نفسية
وخامس الضحايا هي ف . ع من السيدة زينب 34 عاما، والتي تروي قصتها قائلة "خلعته بعد 23 سنة زواج لرفضه تطليقي، تزوجته وهو يكبرني بـ 12 عاما، ويعمل عاملا بالدباغة، وأنا حاصلة على دبلوم تجارة، ومصاب بحرق في جسده وجزء من وجهه، وكان يضربنى ويسبنى أنا وأهلي وقد رفع علي السكينة أكثر من مرة، فهو لا يتناقش على الإطلاق معي، وقمت بخلعه منذ 4 سنوات؛ لأنه رفض تطليقي، ولى منه ولدين وبنت، بلال 25 عاما، يوسف 21 عاما، رقية 14 عاما".

وتابعت: "أصرف من معاش والدي وشغلي اليدوي، وتركت أولادي لأبوهم لأنهم كبار وتركتهم حتى يعرف حجم المسئولية، وعلاقتي بأبنائى جيدة، فأنا لم أتركهم إلا وهم كبار، ويستطيعون الاعتماد على أنفسهم".

وأضافت: "كان جسمه المشوه يؤثر علي وعلى جميع تصرفاته تجاهي، فقد كان يشعر بأزمة، لأنه محروق، وقد وافقت عليه وهو كذلك، وأنا أعلم أنه كذلك".

منازعات قضائية
والحالة السادسة ن . س 46 عاما، حاصلة على "معهد إدارة وسكرتارية" سنتين، وتقول "تزوجت عن قصة حب لمدة 25 عاما، ثم تم الانفصال بعد منازعات قضائية كبيرة ومستمرة حتى الآن".

وأوضحت، "كنت غاوية الأعمال اليدوية والمشغولات وقمت بأخذ دورات بأكاديمية "دوم" للفنون، وأقوم بعمل المشغولات اليدوية، وزوجي كان متعنتا ويقلل من شأني، ويقلل من قيمتي، على الرغم من أنه كان يعمل في السياحة، وأصبح الآن محاضرا بالجامعة الأمريكية".

وتابعت: «تركنى 5 سنوات معلقة على ذمته، إلى أن طلقني غيابيا، ونحن الآن نحصل على نفقة منذ سنتين، وهو ما أجبرني إلى النزول إلى ساحة العمل لاحتياجى إلى الأموال».

واختتمت: «واجهت تهديدا من أهلي وخصوصا أمى، فقد وقفت ضدي ورفضت ما فعلت، وإلى الآن تقاطعني وتعاملني بقسوة، والآن ابني يمارس العنف ضدي أنا وأولادى الآخرين، فقد قام بضربى وضرب أخته في محاولة منه للسيطرة على مقاليد المنزل والتحكم بنا، وقام بالتنازل عن نفقته لأبيه وعندما رفضت تصرفاته ذهب إلى العيش مع والده».
الجريدة الرسمية