سقطة «العريفي».. «بيزنس» الدين
الداعية السعودي المعروف محمد بن عبد الرحمن العريفي، يعشق الإخوان، ويتبع فكرهم، ومنهجهم، ولكنه في ذات الوقت، يعشق المال، ويجيد "البيزنس"، ولما كان محترفًا للدعوة، ولما تدخل قلبه، فقد هداه تفكيره لاستغلال شهرته، وانتشاره في "البيزنس" والتكسب؛ فلجأ إلى طلب نشر إعلانات على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي للتدوين القصير "تويتر"، وبالفعل حصل على عدد من الإعلانات.
ما لم يتوقعه الشيخ "الإخواني" هو الهجوم الفظيع من نشطاء التواصل الاجتماعي. فقد شنّ عدد من رواد مواقع التواصل هجوما لاذعا على الشيخ محمد العريفي، إثر قيامه بنشر إعلان تجاري للأواني المنزلية عبر حسابه الرسمي في "تويتر" والذي يتابعه أكثر من عشرين مليونًا.
وتحول الشيخ الشهير إلى مادة دسمة للتندر لدى المغردين الذين أطلقوا هشتاجًا بعنوان "العريفي قبل وبعد"، تناولوه بالهجوم والنقد واتّهم بتجارة الدين وأنه تحول إلى "فاشينستا إسلامية". وتم التندر على خطبه التي كان يقول فيها إنه يرى الخلافة آتية، وأنه الآن بدأ يرى الأواني المنزلية.
العريفي سبق أن قدم إعلانًا لإحدى شركات الأرز بأسلوب ديني عن وجوب الصدقة على كل مسلم، ووضع صورًا لمنتجات هذه الشركة، كما قدّم منذ سنة إعلانًا لإحدى أشهر شركات العطور الشرقية في السعودية، وتحديدا للعود الكمبودي، وهو أغلى أنواع العود ويبلغ ثمن الكيلوجرام منه أكثر من سبعة آلاف دولار، وتعرض للنقد بسبب ذلك، وقيل آنذاك أنه يستخدم أحاديث الرسول ليروج لعطور باهظة الثمن.
كما سبق أن قدّم إعلانًا عن مكتب استقدام عاملات المنازل وتسبّب بتوريط العملاء، حيث أسهم إعلانه بإقبالهم على المكتب، ولم يحصلوا على العاملات ولم تردّ لهم أموالهم. وكان العريفي منذ أكثر من عام أعلن في تغريدة على "تويتر" للراغبين في الإعلانات التجارية على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى قناته على "يوتيوب" لقاء مبلغ مالي يبدأ بـ15 ألف ريـال سعودي للتغريدة الواحدة، و50 ألف ريـال للتغريدة الثابتة و20 ألف ريـال لإعادة التغريدة، الأمر الذي أثار استياء الكثيرين، ووصف حينها بـ"تاجر الدين".
العريفي ولد في 15 يوليو 1970 ويعمل أستاذًا مساعدًا في كلية المعلمين بجامعة الملك سعود. نشأ في مدينة الدمام، وكان ينوي دراسة الطب لحظة تخرجه، لكنه تراجع والتحق بكلية الشريعة، وبعد ذلك تقدم للدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.. وحصل على الدكتوراه برسالة عن "آراء ابن تيمية في الصوفية".
اعتنق فكر جماعة الإخوان من خلال عمله بجامعة الملك عبدالعزيز آل سعود، حيث التقى ببعض الأساتذة والطلاب المعتنقين لفكر الجماعة، ومن خلال تعامله معهم اقتنع بالفكر الإخواني، وكان على تواصل دائم بالدّاعية الإخوانى يوسف القرضاوى الموجود في قطر.
وأثناء أحداث قصر الاتحادية التي شهدت أعمالًا إرهابية من قبل الجماعة تحدث العريفي في إحدى خطبه بالسعودية في جامع البواردي بالرياض حول فضائل مصر ووصية الرسول عن أهل مصر. وجاء "العريفى " بدعوة من قيادات جماعة الإخوان، ليلقي 4 خطب في المنصورة ومدينة 6 أكتوبر والقاهرة، بشر خلالها بدولة الخلافة الإسلامية، وأنه يراها قادمة، طبعًا على أيدي الإخوان، إضافة إلى لقاء تليفزيوني، وطالب وقتها الشعب المصرى بالتّحلي بالصبر وعدم إحداث أزمات في الشارع.
وفي يوليو 2013 تم استدعاء العريفي من قبل السلطات السعودية على خلفية موقفه من النظام الحاكم، آنذاك، في مصر للتحقيق معه، ووضعته السلطات تحت الإقامة الجبرية، ومنعته من السفر إلى الدوحة، لإلقاء محاضرة دينية هناك بعد شكوى ضده من الخارجية المصرية بأنه يتدخل في الشأن المصري، وتم التحفظ عليه على ذمة التحقيق معه، ليفرج عنه بعد أيام، حيث وقع تعهّدًا على ألا يتطرق للشأن السياسي المصري.
اختفى محمد العُريفي في 10 أكتوبر 2014، وترددت أنباء عن اعتقاله، ليخرج وينفيها البعض، ثم تم تأكيد الاعتقال أثناء اختفائه، وبررت الصحف الاعتقال بأنه ليس انتقادًا لقطار الحج فقط، بل لإثارته اللغط في المجتمع، وتزايدت الشكوك بعد توقفه عن التغريد بموقع «تويتر» منذ 16 أكتوبر 2014، وقالت الصحف إن مكتب الشيخ هو من كان يقوم بالتّغريد طول الأيام الأولى من اعتقاله، وتم الإفراج عنه في 8 ديسمبر 2014 بعد نحو شهرين من اعتقاله.