رئيس التحرير
عصام كامل

إذا صلح هؤلاء.. انصلح المجتمع !


"لا تبنى الأوطان بالخواطر" هكذا لخص الرئيس السيسي حقيقة مهمةً غابت للأسف عن أذهان كثيرين.. تلك الكلمات التي قالها الرئيس في معرض افتتاح المرحلة الأولى من مشروع الاستزراع السمكي ببركة غليون في كفر الشيخ بمثابة ردٍ شافٍ لما حاك في صدور كثير من المتشككين في قدرة الدولة على الحفاظ على حقوقنا في مياه النيل وغيرها من مقومات حياة المصريين.


تبنى الأوطان بالتزام الجميع بالقانون والمساواة تحت لوائه، وسيادته على الجميع بلا استثناء.. فما من فساد إلا وتسلل عبر أبواب تطويع القانون للهوى والمصالح الخاصة، ونفذ عبر ثغراته التي يجيد الفاسدون التلاعب بها.. وإذا أردنا النهوض بمجتمعنا فلا بد من تحقيق الانضباط أولًا، والالتزام بتطبيق القانون واحترام أحكام القضاء، والتزام القيم الأصيلة والأخلاقية في كل شأن من شئون حياتنا.

ينطبق ذلك على الإعلام الذي لن ينصلح حاله إلا بإعادة الالتزام بروح المهنة وقيمها وتقاليدها المعتبرة، إلا إذا عاد الاحترام للتخصص وجرى تمحيص وفرز المتصدرين للشاشات ووسائل الإعلام المختلفة من مقدمي البرامج ولا سيما التوك شو الذين يحدثون تأثيرًا غير محدود في المجتمع سلبًا أو إيجابًا؛ فإذا صلح هؤلاء وصدقت نواياهم والتزموا بمعايير وقيم وأخلاقيات المهنة انصلح حال الرأي العام في بلادنا، وعاد إليه توازنه واتزانه، وانجلت عنه غمة التشويش والخلط والشخصنة والعزوف وفقدان المصداقية.

لا شك أن ثمة فوضى إعلامية صنعت فوضى مجتمعية، ونتجت عن انفلات ضرب المجتمع في أعقاب أحداث يناير بصورة مذهلة تحتاج لدراسة من المتخصصين وخبراء النفس والاجتماع ليقولوا لنا بكلام علمي واضح: ماذا حدث للمصريين وكيف السبيل إلى استعادة الوعي المصري والمعدن الأصيل والمقومات الإيجابية للشخصية المصرية ذات الأعمدة المتينة منذ فجر التاريخ.. لماذا تخلى إعلامنا ومواقع التواصل الاجتماعي ومنصات التواصل الأخرى عن الموضوعية والجدية والصدق والتزام الصالح العام.. من سمح بتسريب غير المؤهلين علميًا وأخلاقيًا إلى ساحات إعلامنا ليصولوا ويجولوا ويموجوا في عقل المشاهدين ويعيثوا فسادًا في وعيهم وضمائرهم ومستقبل وطننا.. حتى كانت النتيجة ما رأيناه على شاشاتنا من انحراف وتطرف وسيولة وميوعة وإغراق في السفاهة والتفاهة والخيال والدجل.

الجريدة الرسمية