رئيس التحرير
عصام كامل

إعلاميون يأكلون على كل الموائد!


للأسف بعض الإعلاميين يأكلون على كل الموائد بلا حياء، سعيًا وراء مصالحهم ومصالح من يمولونهم، يرفعون الشعارات ذاتها ويرددون كلمات النفاق والموالاة نفسها.. فعلوا ذلك مع نظام مبارك ورموزه ثم انتقلوا إلى مربع الإخوان ثم عادوا يراءون إرادة 30 يونيو.. ترك الإعلام قضايا الوطن ومعاركه الحقيقية مع الإرهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية والإدمان ومهدداته والإلحاد والعزوف والسخط.. وتفرغ لإثارة الجدل ونشر الشعوذة والخرافة وهتك الأعراض والخوض في الخصوصيات وتغييب العقول.. تحول التوك شو بلا ضمير ولا رشد إلى أداة هدم وتشويش.. ولم يتورع عن توريطنا في حرب الشائعات والإلهاء، بينما خصومنا هم المستفيد الأول مما يجري لنا من استنزاف في الموارد وفي تماسك الجبهة الداخلية مع ما يعانيه المواطن من غلاء وفوضى في الأسعار لا مبرر لها.


غابت عن الإعلام هموم الوطن وأجندته وحضرت كل الأجندات الخاصة.. أجندات المال والأعمال والتآمر.. غاب الضمير وحضرت البذاءة والأنانية والأهواء والمصالح الضيقة.. تاجر الإعلام بأحلام الغلابة ونافق نخبة فاسدة هي بلاء هذا الزمن.. ولا أبالغ إن قلت إن الإعلام كان أحد أسباب تعثرنا بعد يناير وإحداث سيولة وانفلات واهتزاز في القيم واستقطاب وتوتر بعد تخليه عن سمو الرسالة وتحوله إلى سلعة تباع لمن يدفع أكثر.

ومن الصعب أن تعثر في برامجنا على قواسم مشتركة وهموم وطنية عولجت إستراتيجيًا بطرق متنوعة، وحتى لا يُفهم أننا ننادي بإعلام الصوت الواحد، فالاختلاف والتنوع مطلوبان.. اختلاف على كيفية خدمة الوطن لا على الوطن ذاته.. وهنا يثور سؤال مهم: أين برامج التنمية في إعلامنا؟.. أين المهنية في معالجة القضايا الحيوية الواجبة؟.. أين تسليط الضوء على المشروعات القومية الكبرى التي بذل فيها كثير من الجهد والاستثمارات؟.. هل قدمها الإعلام للناس بصورة موضوعية دون تهوين أو تهويل، بخطاب عقلاني يتحدث بلغة الحقائق والأرقام، بعيدًا عن العواطف والشعارات لتحصين الوعي الشعبي ضد أباطيل الإفك التي تروجها قنوات مضادة عبر الفضاء الإعلامي؟
الجريدة الرسمية