التعبئة الشعبية العامة هي الحل!
هو الحادث الأكثر دموية بلا شك لعدد الشهداء الكبير لكننا وقبل أسابيع كنا في ذات الدائرة الحزينة مع حادث طريق الواحات وقبله كنا في حادث آخر، وهكذا إلى حادث جنودنا في رفح وهكذا.. وبين هذه الحوادث وقعت حوادث أخرى وفي كل مرة يتجمع المصريون على قلب رجل واحد ويقولون كلاما واحدا ويطالبون بالمطالب نفسها.. حتى تبرد الأحداث وينشغل كل منا بما ينشغل به وتتباعد الصفوف حتى يحدث حادث جديد فنتجمع من جديد وهكذا!
هذه الطريقة الخاطئة في التعامل مع المؤامرة على مصر تساعد الإرهاب وأصحاب المؤامرة في مخططاتهم.. وسبب ذلك أن قطاعا كبيرا بيننا لا يصدق أننا في حرب حقيقيقة.. وللأسف لا نجد إعلاما يحشد الناس لبقاء هذه الحالة.. ولذلك علينا بالنصائح التالية لعدم تكرار ذلك:
لا تنشر على شبكات التواصل الاجتماعي إلا ما تتأكد منه.. والتأكد يتم بسهولة من عدة خطوات أولها سمعة الموقع الذي تنقل منه وتاريخ الخبر واستناد الموضوع المنشور إلى مصدر معتبر.. لكن موقع مجهول وخبر قديم وكله منسوب لوهم اسمه "مصدر مطلع " أو "مصدر مسئول" فأنت إذن تدعم الإرهاب!
عندما لا يعجبك موضوع فهاجمه في مكانه ولا تنشره للتعليق عليه.. إذ أن نشره هو الهدف المطلوب للوقوع فيه.. هو يستهدف إحباطك فاقلب الآية وانقل الإحباط إليه بالرد عليه في مكانه!
الهدف من الشائعات هو إرباك المشهد العام في مصر وإرباك حياة المصريين أنفسهم.. ولذا الاستهتار بالشائعات البسيطة يشكل أزمة كبيرة.. لأن شائعة إلى جوار الأخرى يصنعون حالة الارتباك المستهدفة!
حاول دائما التفرقة بين الاستراتيجي والتكتيكي.. أو الرؤية بعيدة المدي وبين الأهداف العاجلة أو السريعة.. فهدفك هو بلد متقدم ومتحضر والقدرة على المعيشة فيه متوفرة ولذلك فعندما تنتقد ارتفاع الأسعار مثلا فهذا من حقك.. لكن الحقيقة تقتضي ذكر باقي ملامح الصورة كاملة.. وفي الصورة إيجابيات كثيرة طمسها وإخفاؤها يعود بالسلب على الجميع وأنت أولهم.. أقل عائد سلبي هو الإحباط!
دعمك لبعض الأفكار التي تعتقد أنها من صميم الدين يساهم في حماية التطرف في بعض المؤسسات.. وحماية التطرف فيها يؤدي إلى حماية المتطرفين بالضرورة.. فلا تندفع في الدفاع عنهم إن لم تكن لديك المعرفة الكامة بالموضوعات المثارة.. رغم أن الأزمة ربما تكون مثارة على موضوعات هامشية كالخلاف حول التراث الديني.. والقرآن والسنة ليسا من التراث.. التراث يكون بشريا خالصا.. من صنع الناس.. والناس رغم تبجيلهم واحترامهم وتقديرهم على اجتهادهم إلا أنهم في الأول والأخير بشر يخطئون ويصيبون.. ويؤخذ منهم ويرد كما يقولون.. والاندفاع للدفاع عنهم دون وعي يساهم في بقاء أفكار متطرفة تساهم في إنتاج أجيال جديدة من المتطرفين!
النصائح كثيرة.. وقد نستكملها في القادم من الأيام.. لكن الأهم هو بقاء كل المصريين على حالهم.. وفي حالة استنفار وفي تعبئة شعبية عامة لا تتوقف!