رئيس التحرير
عصام كامل

العامة للاستعلامات: جريمة مسجد الروضة تكشف عجز الجماعات الإرهابية

 جريمة مسجد الروضة
جريمة مسجد الروضة

دعت الهيئة العامة للاستعلامات، كافة المراسلين الأجانب إلى اجتماع طارئ، عقد منذ قليل؛ لمناقشة التغطية الإخبارية لحادث مسجد الروضة الإرهابي، وجاء بيان الهيئة على النحو التالي:


قالت الهيئة العامة للاستعلامات: "إنه هالها حجم وطبيعة الجريمة البربرية المروعة التي اقترفها الإرهابيون بمسجد الروضة بالعريش، تتقدم بأحر التعازي لأسر الشهداء والمصابين، وكل المواطنين المصريين في الداخل والخارج، وتؤكد الثقة الكاملة في قدرة شعب مصر وقيادته وقواته المسلحة ورجال الأمن على دحر الإرهاب، واجتثاث هذه الفئة الضالة المعادية لكل القيم الإنسانية، وتطهير أرض مصر منهم وردع مموليهم وداعميهم بالمال والسلاح والإعلام المضلل من دول ودويلات ومنظمات في المنطقة وخارجها".

وأكدت الهيئة العامة للاستعلامات، أن القراءة الأولية لأبعاد هذه الجريمة تكشف عن العديد من الحقائق، وتفضح الكثير من المواقف وتحمل عددًا من الدلالات من بينها:

أولًا: أن هذه الجريمة تؤكد الطبيعة الوحشية للتنظيمات الإرهابية التي تواجهها مصر، والتي لا تتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم في التاريخ الإنساني دون رادع من دين أو انتماء للبشرية.

ثانيًا: أن هذه الجريمة تكشف عن تغيير واضح في أسلوب هؤلاء الإرهابيين وفي طبيعة أهدافهم، وتفضح ما وصلت إليه هذه الجماعات في مصر من ضعف ويأس وانهيار في قدراتها تحت وطأة المواجهة الأمنية الفعالة، فاتجهت لأسهل الأهداف حتى لو كانت مسجدًا يضم مصلين أبرياء من مختلف الأعمار، مخالفة بهذا لكل تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

ثالثًا: كما تعكس هذه الجريمة مدى التطرف الفكري الذي وصلت له هذه التنظيمات التي حاولت التخفي وراء الدين تارة، وارتداء عباءة السياسة تارة أخرى. فبعد استهدافها رجال الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة والمسيحيين من أبناء شعب مصر ودور عبادتهم، بحجج دينية زائفة، ها هي تنتقل اليوم للهجوم على مساجد الله وقتل المسلمين المدنيين الأبرياء المصلين فيها، وهو ما لم يسبقها فيه سوى جماعات الخوارج التي تكفر عموم المسلمين وتقوم بقتلهم.

رابعًا: أنه بالرغم من بشاعة عملية مسجد الروضة الإرهابية، وما سبقها من عمليات إرهابية، فالمؤكد هو أن الغالبية الساحقة من العمليات الإرهابية لا تقع سوى في منطقة محدودة من البلاد في شمال شرقي سيناء، لا تزيد مساحتها عن 30 كيلومتر مربع من إجمالي مساحة مصر البالغة مليون كيلومتر مربع. وبالتالي، فإن مصر الدولة والمجتمع والإقليم تظل بغالبيتها الساحقة بعيدة عن أيدي جماعات الإرهاب الدموي.

خامسًا: يبدو مؤكدًا اليوم أن الهدف الحقيقي لجماعات الإرهاب كان ولا يزال هو شعب مصر بكامله، في أمنه واستقراره ومصادر عيشه ووحدة أبنائه وحياة مواطنيه الأبرياء. إن مصر كلها هي الهدف، وليس نظامًا سياسيًا أو فئة بعينها. لقد أصبحت المعركة واضحة في مرحلتها الفاصلة: شعب مصر بكامله موحد في مواجهة شرذمة مارقة مدفوعة الأجر والتمويل من أعداء مصر وأعداء الإنسانية في الخارج.

سادسًا: إن هذه الجريمة الوحشية تحمل رسالة إلى بعض وسائل الإعلام العالمية، التي ظلت حتى آخر وقت تمارس المراوغة في وصف هذا الإرهاب باسمه الحقيقي، واليوم لم يعد مكان ولا مبرر لهؤلاء في استخدام تعبيراتهم الملتبسة عما يسمونه "المعارضة المسلحة" أو "العنف السياسي" أو "المناضلين" أو "الصراع مع النظام" أو "المواجهة مع مسلحين".

فإذا لم يكن هذا البعض في الإعلام الدولي لا يرى حتى الآن فيما يجري إرهابًا، وفي هؤلاء المجرمين القتلة معادين لكل الحضارة الإنسانية، فإنه سوف يصبح شريكًا بالتشجيع والتمويه والمراوغة مع هذا النوع من الجرائم.

سابعًا: أن هذه الجريمة هي ناقوس يدق في آذان وأعين المنظمات التي احترفت المتاجرة بشعارات حقوق الإنسان والحريات، أن ما تحمله بعض التقارير المفتعلة والمفبركة والمبالغة لبعض هذه المنظمات يجعل منها شريكًا بالتبرير– ولو دون قصد- في هذه الجرائم.

إن على هؤلاء المتشدقين بأحاديث الحريات للإرهابيين أن يحسموا موقفهم اليوم وأن نسمع منهم ولو كلمات قليلة عن حقوق الضحايا الأبرياء في الحياة أولًا ثم في ممارسة حرياتهم في أداء شعائر دينهم في بيوت الله.

ثامنًا: إنها رسالة للعالم كله اليوم بدوله ومنظماته الدولية أنه قد حان الوقت لتحرك فعلى جاد في مواجهة الإرهاب والضرب بيد من حديد على أيدى مموليه وداعميه بالسلاح والمال والتدريب وتبرير جرائمه بالإعلام المضلل، وهؤلاء معروفون للعالم كله. وقد نادت مصر مرارًا من فوق كل المنابر الدولية بأهمية وقف هذا الإرهاب الذي سيؤدي عدم جدية العالم في اجتثاث جذور دعمه وتمويله إلى استشراء آفته في كل مكان من العالم.

واختتمت، إن مصر شعبًا وقيادة ستستمر في مواجهة شجاعة للإرهاب وحماية المواطنين نيابة عن الإنسانية، والنصر في هذه المعركة محتوم لشعب مصر وبمثله تكتب سطور التاريخ القريب والبعيد معًا.
الجريدة الرسمية