صراع العام مستمر في نقابة المحامين.. مؤيدو «عاشور» ألقوا الأسمنت والحجارة على معارضيه في يناير.. النيابة تستأنف التحقيقات في وقائع الاعتداء على المحاميات.. والنقابات الفرعية تتستر على أعضائه
أزمة تعود بدايتها إلى ٥ يناير الماضي، حينما دعا عدد من المحامين إلى وقفة احتجاجية رابعة، تنديدا بشروط القيد وتجديد العضوية، والاحتجاج داخل مقر نقابتهم على القرارات التي أقرها مجلس النقابة بداية العام الحالي.
لا أحد كان يتوقع أن أنصار نقيب المحامين، سيختلقون أزمة ويأججونها ليصل الحال بأعضاء الجمعية العمومية إلى الإعلان عن اعتصام مفتوح لحين استرداد كرامة المحامي المهدرة، حسبما أعلنوا وقتئذ.
هتافات ضد عاشور
كانت البداية عندما هتف عشرات المحامين المحتجين على شروط القيد الجديدة، برحيل مجلس النقابة الحالي برئاسة سامح عاشور، وردد المتجمهرون هتافات: «علي صوتك يا محامي.. أنت الدرع وأنت الحامي، ياللي بتسأل إحنا مين إحنا شباب المحامين، باطل مجلس عاشور باطل، النقابة للمحامين مش لشوية منتفعين، ارحل يا عاشور ارحل»
واقعة الأسمنت
لم تمر دقائق حتى ألقى عدد من المحامين المؤيدين لقرارات مجلس النقابة، أكياسًا من الأتربة والحجارة والأسمنت، الموجودة أعلى أسطح نقابة المحامين نتيجة لأعمال الهدم، داخل المبنى في محاولة لطرد المحتجين خارجها، كما اعتدى أنصار عاشور على المحامين الذين أعلنوا دخولهم في اعتصام مفتوح، اعتراضًا على القرارات الأخيرة، بإلقاء الألواح الخشبية، وصناديق القمامة على المعتصمين لتفريقهم، وتم طردهم خارج المبنى.
لم يكتف المؤيدون لسامح عاشور بذلك، بل تعدى المحامون القادمون من المحلة الكبرى، على إحدى المحاميات المشاركات في الوقفة الاحتجاجية التي دعا لها عدد من المحامين اعتراضًا على شروط القيد الجديدة التي أقرها مجلس النقابة مؤخرًا، بالمقاعد الخشبية، ما أدى لدخولها في حالة إغماء، إثر اعتدائهم عليها، وقتها تدخل الإسعاف ونقلها إلى مستشفى الهلال الأحمر، وتم تحرير محضر بالواقعة.
تحرير محضر
وقرر عدد من المحامين المعتدى عليهم من قبل مؤيدي سامح عاشور، داخل مقر النقابة، تحرير محضر في قسم قصر النيل ضد كل من سامح عاشور، وصلاح سليمان عضو مجلس النقابة، والمحامي محمد حمدان، واتهامهم بالاعتداء عليهم وتأجير بلطجية لضرب المعتصمين وطردهم من مبنى النقابة.
قالت هدى خضر، المحامية المعتدى عليها، من مؤيدي سامح عاشور، إنه أثناء مشاركتها في وقفة احتجاجية، حاول محامٍ يدعى إبراهيم مصطفى العجيل، ومحامون آخرون الاعتداء على إحدى المحاميات وتجريدها من ملابسها.
وأضافت لـ«فيتو»: «عندما حاولت التدخل لإنقاذ زميلتي، انهال عليّ شخص آخر ضربًا بأحد المقاعد حتى فقدت الوعي، وعقب إفاقتي تمسكت بحقي، فحررت المحضر رقم 98 لسنة 2017 جنح قصر النيل، بالواقعة»، مشيرة إلى إصابة عشرة محامين بكسور جراء إلقاء الحجارة والطوب عليهم، وهذا ما أثبتوه في المحضر.
واستأنفت نيابة قصر النيل، يوم الأربعاء الماضي، التحقيقات في واقعة الاعتداء على المحاميات، داخل مقر النقابة أثناء مشاركتهن في وقفة احتجاجية ضد شروط القيد، وعلى أثر ذلك خاطبت النيابة، النقابة الفرعية بالمحلة الكبرى، لحضور المحامي مصطفى العجيل، المتهم في واقعة الاعتداء، والتحقيق معه إلا أن النقابة أعلنت أن لا يجد بين أعضائها، من يحمل هذا الاسم ونفت وجوده.
رد المحامين
وجاء رد المحامين المعارضين على موقف النقابة الفرعية التي تسترت على المحامي المتهم، حسبما قال المحامي ربيع الملواني، إنهم أبرزوا للنيابة ما يثبت زيف ما جاء في رد النقابة، وأكدوا أن المحامي مصطفى العجيل ينتمي إلى هذه النقابة، بل ترشح على عضوية مجلسها في الانتخابات الماضية.