رئيس التحرير
عصام كامل

«أون» مدينة التاريخ تتحول إلى مقابر وتلال قمامة (فيديو وصور)

فيتو

"أون" مدينة الشمس بالمصرية القديمة، وبالإغريقية "هليوبوليس" كما سماها اليونانيون وتقع في ضاحية مصر الجديدة بشمال شرق القاهرة، حيث تقف مسلة من الجرانيت الأحمر خلف المنازل، بمدينة عمرها سبعة آلاف سنة.


كانت المدينة مركز عبادة الشمس وهي مدفونة تحت ضاحية عين شمس ومنطقة المطرية القريبة منها، في غرب عين شمس، حيث معابد مدينة أون، والتي تبلغ مساحتها 26800 متر مربع، وتضم آثارا ومعابد ومكتبات للفلسفة وعلوم الفلك والرياضيات.

تحولت "أون" من التاريخ والأصالة إلى مدينة الموتى والقمامة وتشويه جدرانها الأثرية بعبارات عن "ذكريات الحب الضائع"، التي يكتبها الشباب عليها دون وعي بقيمتها التاريخية.

وخلال محاولة للوصول لمنطقة عرب الحصن بالمطرية ذات الآثار والمعابد، ستتخيل أنها من المناطق الراقية ولكن المفاجأة فيما يحتويه ذلك المكان، ففور وصولك المنطقة ستعلم أنها موجودة خلف مقابر للموتى، جميع الطرق إليها ضيقة مليئة بالقمامة والحشرات، وعربات الكارو.

مدينة أون (هليوبولس) تضم عدة مناطق منها "المطرية- المرج - عين شمس - منشية الصدر" وتمثل جامعة عين شمس امتدادا حضاريا لها وهي تحوي كنوزًا أثرية دفينة في طريقها، وفي محاولة لاكتشاف المزيد من الآثار المخبأة والدفينة في تلك المنطقة وقعت جامعة عين شمس اتفاقية وبروتوكولا مع المجلس الأعلى للآثار بوزارة الآثار للإعلان عن باكورة الاكتشافات الأثرية بالمنطقة.

بدأ فريق جامعة عين شمس والذي يضم عددا من أعضاء هيئة التدريس المتخصصين، أعمال البحث والتنقيب بأكتوبر الماضي، والمسح الأثري والصيانة لمنطقة عرب الحصن بالمطرية والتي تعد امتدادًا لمدينة أون (هليوبوليس) القديمة، وتم التواصل لنتائج مهمة في أقل من ستة أسابيع من الحفر والتنقيب، ليعلن الدكتور ممدوح الدماطي، رئيس مشروع التنقيب عن التواصل إلى امتداد لقصر احتفالات عصر الرعامسة الذي بدأه رمسيس الثاني وما أضيف فوقه من عصر الانتقال الثالث والعصر المتأخر.

وتم اكتشاف مجموعة أوانٍ فخارية مصنوعة من الطمي الصحراوي الجيد وطمي النيل، والتي تمثل فترات تاريخية مختلفة منذ عصر الأسرة ١٨ وحتى نهاية العصر الفرعوني وبداية العصر البطلمي، وهو ما يعكس تنوعا حضاريا وتعدد الأسر التي قطنت هذه المنطقة التاريخية.

فهل تنظر الحكومة بعين الاهتمام لمنطقة ربما تؤهلها الاكتشافات يومًا لأن تكون محط أنظار العالم، أم يطالها شبح إهمال لا يرحم تاريخا ولا يحترم حضارة، وحدها أجهزة الدولة تملك إجابة عملية عن هذا التساؤل.
الجريدة الرسمية