رئيس التحرير
عصام كامل

«خطة تعويض الفقر المائى».. لف الأغشية في مصر يوفر 60% من تكاليف الاستيراد.. أبحاث علمية لتصنيع محطات تحلية عملاقة محليا.. ومصر تنافس إسرائيل في لف الأغشية الأسموزية.. وتوسعات في إنشاء المحطا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أصبح لا مفر من مواجهة الحقيقة، نحن في بداية معركة البقاء؛ إما أن نكمل ونواجه تحديات نقص المياه، أو ننتهي ونندثر، بعد أن تربص بنا أصدقاء الأمس وباتوا يهددونا بسلب حقوقنا المائية في ذروة الحاجة.


الفقر المائي
أعلنها الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، صريحة قبل شهور "نحن في مرحلة الفقر المائي الصعب"، وزادها من الشعر بيتًا بأن السبيل للمعجزة والبقاء في ظل متغيرات كثيرة مناخية وسياسية في حوض النيل هو مجموعة من المشروعات تقدر بنحو 900 مليار جنيه يجب أن تنفذ خلال العشرين عامًا المقبلة.

لكن أول الغيث قطرة بعد أن وضع القدر أمام مصر مشروعا بحثيا جادا عمل عليه مجموعة ضخمة من العلماء المصريين للوصول أي تكنولوجيات لتحلية المياه التي تحتكرها الولايات المتحدة واليابان وكوريا، ونجحت مصر لأول مرة في التوصل لطريقة لف الأغشية الأسموزية، إحدى التكنولوجيات التي تحتكرها الدول الثلاث في صناعة محطات تحلية المياه.

أهم مراحل تحلية المياه
بالنسبة للشرق الأوسط فإن محاولات الوصول إلى أسرار صناعة الأغشية الأسموزية، وكيفية لفها لم تعمل عليها إلا إسرائيل قبل عدة سنوات، والآن أصبحت مصر منافسا بعد أن توصلت إلى أولى الخطوات بتصميم ماكينات اللف والوصول إلى طريق لف الأغشية الأسموزية التي تعتبر إحدى أهم مراحل التحلية، وفقا للدكتور حسام شوقي، رئيس مركز التميز العلمي لتحلية المياه بمركز بحوث الصحراء.

الوصول إلى طريقة اللف ليس النهاية، بل بدأت مصر، من خلال هذا التجمع العلمي، والتعاون المشترك لفريق مركز بحوث الصحراء وفريق من جامعة أسيوط، بالمرحلة الثانية لاكتشاف طرق تصنيع المراحل الأخرى من محطات التحلية وصناعة الغشاء نفسه منذ بدايته وصب الطبقة المزيلة للأملاح.. وهي مراحل بدأ الفريق في تملك المعرفة حول تصنيعها، إلى جانب بدء دراسة وتصميم مضخات الضغط العالي التي تمثل 39% من حجم محطة التحلية، حيث تعتبر محطات الأغشية الأسموزية هي الأفضل لمصر من محطات التحلية بالتكثيف، حيث تستهلك الأخيرة من 6 إلى 10 كيلو وات لإنتاج متر مكعب واحد من المياه، بينما تستهلك طريقة الأغشية 3.5 كيلو وات كهرباء، وفى حالة انتهاء المرحلة الثانية خلال السنوات المقبلة تكون مصر توصلت لمعرفة تصنيع نحو 70% من حجم وحدات محطة التحلية، هذا بخلاف توصل فريق مركز بحوث الصحراء من قبل إلى طريقة تصنيع الفلاتر المنزلية الصغيرة مقاس 2 ونصف بوصة، والتي بدأ تصنيعها محليا منذ فترة.

43 محطة تحلية مياه
يقول الدكتور حسام شوقي إنه لا مفر من الاتجاه لتحلية المياه، وهو ما بدأت مصر فيه منذ سنوات فقدرات التحلية الحالية تبلغ 130 ألف متر مكعب يوميا، ومخطط خلال 3 سنوات أن نحلي 500 ألف متر مكعب، وبعد 7 سنوات نأمل أن نحلي مليون متر مكعب، وهذا التوجه يظهر أن لدينا نحو 43 محطات تحلية، فمحافظة مطروح أصبح لديها فائض في المياه بعد أن كانت تعتمد على مياه الخزانات فمحطة الرميلة وحدها تنتج 24 ألف متر مكعب في اليوم، وستزيد لـ48 ألف مكعب، وهناك محطة تجهز في سيدى برانى.

وهناك محطة "اليسر" التي ستفتتح في الغردقة وتنتج 80 ألف متر مكعب في اليوم وهناك 3 محطات يتم تشييدها في جبل الجلالة بطاقة 150 ألف متر ومحطة في جنوب العلمين تنتج 150 ألفا، وهناك إمكانية لزيادة إنتاجها إلى 450 ألف متر مكعب ومحطة في شرق القطارة بطاقة 150 ألف متر، ومحطة جديدة في العاصمة الإدارية بقدرات كبيرة، غير أن القطاع الخاص بدأ يعمل في هذا المجال إلى جانب الأفراد الذين يعتمدون على محطات التحلية الصغيرة.

وأضاف شوقي أن المشروع أسس كنواة لتحلية المياه في مصر والعمل عليها خلال السنوات المقبلة بجدية للوصول إلى نتائج تضمن تصنيع مصر لأساسيات محطات المياه والمنافسة بها عالميا.

الأغشية الأسموزية
وفى الوقت الحالي نلقى دعما من وزارة الإنتاج الحربي للوصول في يوم من الأيام لتصنيع الأغشية الأسموزية ولفها في مصر فمرحلة اللف ليست سهلة كما يخيل للبعض بل تعتمد على علم وأسرار صناعة تحتكرها الولايات المتحدة واليابان وكوريا التي دخلت السوق قريبا، وفى الوقت الحالى تحاول الهند والصين الوصول لنتائج متقدمة حول تصنيع محطات المياه؛ نظرا للتكتم الشديد من الدول الثلاث المحتكرة على أسرار الصناعة منذ نحو 60 عامًا.
الجريدة الرسمية