رئيس التحرير
عصام كامل

رُسُل العلمانية (2)


إذنْ.. العلمانيةُ – في أصلِها- ليستْ ضدَّ الدينِ، كما أكدَ مؤسسُها البريطانىُّ "جورج هوليوك"، الذي قالَ: "لا تفهمواْ العلمانيةَ بأنَّها ضدَّ الدينِّ"، ولكنَّ العلمانيينَ المصريينَ يتخذونَ الإسلامَ – تحديدًا- عدوًا لهم، ولا يكتفونَ بهذهِ العداوةِ الصريحةِ أو المُضمرَةِ، بلْ صاروا يُحرّضونَ على النيلِ منه، والاستهزاءِ بثوابتِه، وراحَ كلُّ مغمورٍ يريدُ أنْ يعرفَهُ الناسُ، ويتحاكى باسمِه الرُكبانُ، يطعنُ في دينِ اللهِ الخاتمِ، ويُنصِّبُ من نفسِهِ عالمًا فقيهًا، وهو في العلمِ والفقه، أشدُّ جهلًا من دابّةٍ. في كلِّ صباحٍ ومساءٍ..


تطالعُنا الصحفُ السيّارةُ والمواقعُ الإلكترونيةُ والبرامجُ المسائيِّةُ بكتاباتٍ كريهةٍ، وآراءَ بغيضةٍ، جميعُها ليستْ جديدةً، ولكنَّ هؤلاءِ الباحثينَ عنْ الشهرةِ، انتشلوها منْ رُكامِ الماضى، وأعادوا إنتاجَها من جديدٍ، ليسَ لأمرٍ سديدٍ، بلْ دافعُهم الوحيدُ في ذلك كراهيتُهم الفطريةُ لأديانِ السماءِ عامةُ، ولدينِ الإسلامِ خاصةً، فضلًا عنْ أنهم وجدوا في إهانة الإسلامِ في بلدِ الأزهرِ الشريفِ، تجارةً رائجةً، تمنحُ صاحبَها تقديرًا ماديًا ومعنويًا، في الداخلِ والخارجِ، وتلكَ وربِّ الكعبةِ لإحدى الكُبَرِ!! أحدُهم كادَ أن يحصلَ، منذُ سنواتٍ،على واحدةٍ من أهمِّ الجوائزِ المصريةِ، لطعنِه في الإسلامِ وسبِّه الأنبياءَ، لولا أن هبَّ الرأىُّ العامُّ وحالَ دونَ حصولِ هذا الرويبضةِ على الجائزةِ الرفيعةِ بحُكمٍ قضائىٍّ مشهودٍ، والمُدهشُ.. أنَّ هذا الكذوبَ منحَ لنفسِهِ لقبَ "دكتور"، وهو لمْ يحصلْ سوى على شهادةِ الثانويّةِ العامةِ بـ "مجموعٍ ضئيلٍ"، والأكثرُ إدهاشًا.. أنَّ أحدًا لمْ يقاضِه في شهادتِهِ المُنتحَلةِ حتى الآنِ، كما حدثَ مع "توفيق عكاشة" مثلًا!!

وآخر بقىَ مغمورًا مجهولًا رغمِ عملِهِ "طبيبًا"، ولمْ يعرفْه أحدٌ، ولم يصعدْ إلى منصّاتِ التتويجِ محليًا وعربيًا وعالميًّا، إلا بعدَ أن خاضَ معَ الخائضينَ، وخصّصَ زاويتَه في صحيفةٍ يوميةٍ وحساباتِه الشخصيةَ على مواقعِ التواصُلِ الاجتماعىِّ، ومداخلاتِه التليفزيونيةِ لتشكيكِ العوامِّ في قناعاتِهم الدينيةِ وشتمِ القاماتِ الدينيةِ الشامخةِ، يحاولُ طرحَ نفسِهِ بديلًا للراحلِ "فرج فودة"، ولكنْ شتّانِ الفارقُ بينَ رجلٍ كانَ مهمومًا بوطنِهِ، حتى وإنْ حادَ يَمنةً أو يُسرةً، وآخرَ يُشبهُ ذلك الذي بالَ في بئرِ زمزمَ ليعرفَه الناسُ، ويبدو أنَّ هذا الذي بالَ في البئرِ المباركةِ تحوّلَ بمرور العقودِ والسنواتِ، إلى صَنَمٍ يتقربُ إليهِ العلمانيونَ المصريونَ زُلفىً، يُقدمونَ لهُ القرابينَ والعطايا، يتخذونَهُ نبيًّا لهم، يقودُهم إلى سبيلِ الضلالِ، وما أسوأها من سبيلٍ.. وللحديثِ بقيةٌ إنْ شاءَ اللهُ..
الجريدة الرسمية