رئيس التحرير
عصام كامل

الكذابون يتوددون إليها.. لعلها ترضى


أقصد رضا الإدارة الأمريكية ومن بعدها الإدارات الغربية، والذين يسعون إلى هذا الرضا مؤخراً هم السلفيون، فقد أكد الدكتور محمد عبدالمقصود مؤسس السلفية الدعوية فى القاهرة أن قيادات الدعوة السلفية وحزب النور لكى يقدموا أنفسهم للإدارة الأمريكية كبديل للإخوان.


وهو ما أكده الدكتور سعد الدين إبراهيم، على قناة التحرير أمس، فقد طلبوا منه التوسط لدى الإدارة الأمريكية، فهم الحزب الثانى فى مصر ولديهم شعبية كبيرة، بل وهم طبقاً لما قاله الدكتور سعد مع الدولة المدنية ومع الديمقراطية (يعنى يا باشا سوف نقدم لك ما فشل الإخوان فى تقديمه).

أهمية شهادة الدكتور سعد أنه هو الذى كان عراب علاقة الإخوان بالإدارة الأمريكية قبل الثورة، ويمكنك الرجوع إلى كتابى القيادى السابق بجماعة الإخوان الأستاذ ثروت الخرباوى لتعرف التفاصيل الموثقة، والأهمية الثانية للدكتور سعد أنه يمكنك اعتباره صديقا مقربا للإدارة الأمريكية، بل ولكثير من مؤسسات وسياسيين مؤثرين فى صناعة القرار فى الولايات المتحدة. 

هل أحكى كل ذلك بهدف الإدانة؟
لا، فمنطقى أن يفعل ذلك الإخوان، ومنطقى أن يفعلها السلفيون، وليس هناك حاجة لأن ينتفضوا وينفوا، ولكن هدفى هو مقارنة ما كان يقوله الإخوان والسلفيون قبل الثورة بما يفعلونه الآن، فقد كان الغرب ( كله على بعضه) هو الشيطان الأعظم والعدو الأكبر والوحيد للإسلام.

وأن الحرب ضده وإبادته هى الطريق الوحيد لنهضة الإسلام، وبالطبع كان يأتى مع الغرب إسرائيل التى لابد من أن نزحف "بالملايين لتحرير القدس"، ففقد ثبت أنهم كذابون والأمر لا علاقة له بالمبادئ ولا بالإسلام ولكن له علاقة بالمصالح السياسية، فهم، أى الإخوان والسلفيون يريدون الحكم، ولذلك فكل شىء مباح.

وعندما كان الإخوان يعارضون مبارك كانوا يلعنون الغرب وإسرائيل، ولكنهم أصبحوا فيما بعد "أصدقاء حميمين"، كما قال مرسى ومثلهم السلفيون، لم يكونوا معارضين لمبارك ولكنهم كانوا يهاجمون الشيطان الأكبر الذى يتوددون اليه الآن.

المشكلة الثانية هى الإخفاء، فالإخوان كانوا ومازالوا يواصلون هذه الاتصالات ومعهم السلفيين فى غرف مغلقة، وبعيداً عن الناس. فكيف لهم وهم الأنقياء الأطهار أن يفعلوا ذلك هذا أولاً وثانياً أنه ليس من حقهم أن يكذبوا ويخفون عن الناس، فلا يليق بسياسى يحترم الشعب أن يفعل ذلك، ولا يليق بمكن يقولون "إنهم بتوع ربنا" و"أصحاب المشروع الإلهى" أن يكذبوا هذا الكذب الفاجر. 


الجريدة الرسمية