علي أمين يكتب: مهدوا الطريق للأجيال القادمة
في مجلة "الجيل" عام 1955 كتب علي أمين مقالا يطالب فيه حكومة الثورة بإفساح الطريق للشباب، قال فيه:
«واجبنا أن نمهد الطريق لمن يجيئون بعدنا أن نعلم أننا لسنا مخلدين في أماكننا، بل إنه لابد أن تجلس أجيال جديدة في مقاعدنا ويجب ألا نتوهم أنه لا يمكن الاستغناء عن الأكفاء منا، عجلة الحياة وتطور الدنيا يؤكد أن الذين يجيئون بعدنا سوف يكونون أحسن منا وأقدر منا، بعض المشكلات التي تبدو أمام جيلنا عملاقة سوف تتضاءل أمام الأجيال المقبلة.
ولا يجوز أن ننظر إلى أحجام من هم أصغر منا، فنتصور أنهم لن يملأوا مقاعدنا الكبيرة أننا كنا صغار جدا قبل أن نجلس في هذه المقاعد، واستطعنا بعرقنا ودمنا وجهدنا أن نكبر ونكبر حتى استطعنا أن نملأ هذه المقاعد، فلماذا لا نعطي لشبابنا الفرصة التي كانت أمامنا.
كنا في الماضي نسير إلى المجد ماشيين على أقدامنا.. وهم يريدون أن يصلوا إلى مجد أكبر راكبين صواريخ! وليس في هذا الطموح ما يعيب الجيل الجديد، ولكن يجب أن يعلموا أننا كنا نشتري بعرقنا الأحذية التي نضعها في أقدامنا، ونحن نصعد الجبل وعليهم أن يصنعوا بأيديهم الصواريخ التي يطيرون بها فوق السحاب.
وأنا أؤمن بأن الحرية هي التي تصنع العمالقة.. الحرية في ثورة ١٩١٩ هي التي صنعت سيد درويش وأم كلثوم وعبدالوهاب في الموسيقى وصنعت العقاد وطه حسين وإبراهيم عبدالقادر المازني والدكتور هيكل وفكري أباظة والتابعي وتوفيق دياب في الأدب والصحافة، وصنعت نجيب الريحاني ويوسف وهبي في المسرح، وصنعت محمود مختار في النحت وصنعت طلعت حرب في الاقتصاد.
وأنا أعتقد أن مزيدا من الحرية سوف يصنع لمصر رموزا وعمالقة آخرين في كل فن وفرع من فروع الحياة».