مصطفى أمين يكتب: يارب انصرنا على الإرهاب
في عام 1996 كتب الكاتب الصحفى مصطفى أمين مقالا في عموده "فكرة" بجريدة "الأخبار" قال فيه:
«يارب اجمع صفوفنا، ووحد كلمتنا وانقذنا من خلافاتنا الصغيرة، وافتح عيوننا لنرى أخطاءنا.. كفانا صراعات تقوم على أسباب تافهة تجعلنا نضرب بعضنا بدلا من أن نضرب خصومنا، ونحطم أنفسنا بدلا من أن نحطم أعداءنا.
لا نريد منك أن تنصرنا على اخوتنا، بل نريدك أن تقرب بيننا وتجعلنا نرتفع عن الاحقاد ونرتفع عن الخصومات، ونحن لا نطمع بزعامة وإنما نريد أخوة حقيقية لا أخوة وهمية، ونريد صداقة بالفعل لا صداقة بالكلام.
يارب.. انزع من أيدينا الخناجر وضع فيها الزهور والرياحين، ونظف قلوبنا من الضغينة والحسد واملأها بالحب والإيمان، وانقذنا من شهواتنا.
لا نريد أن ننتقم من أحد، ولا أن نحول بلادنا إلى إمبراطورية، فهذا ليس عصر الإمبراطوريات بل عصر المشاركة بين الدول.
هو عصر حقوق الإنسان لا زمن العدوان، نريد أن نفتح بلادنا لصداقة العالم كله لا نريد أن نسود، ولا أن نسيطر، ولا أن نتزعم.. وإنما نريد علاقات أخوة ومحبة.
ننصر بعضنا ونؤيد إخواننا، ونحارب كل من يعتدي عليهم ونقاوم كل من يحاول السيطرة علينا.
يارب أيقظنا إذا كنا نائمين، ونبهنا إذا كنا غافلين، واجعلنا نحلم وعيوننا مفتوحة، ونموت ونحن واقفون، لا نركع إلا لله ولا نسجد لبشر.
واجعل بيننا وبين الناس محبة بلا خوف.. يارب.. اعطنا القوة لنقاوم البطش ونحارب الإرهاب، ولا تجعلنا نرهب الأقوياء، ولا نهزأ بالضعفاء.
لا نريد المال إلا لنوزعه على الفقراء، ولا نريد القوة إلا لنضعها في خدمة المظلومين والتعساء والمساكين».