الطاعون ينذر بغزو دول العالم.. يصيب أكثر من ألفين في مدغشقر.. الصحة العالمية توسع حالة التأهب القصوى في 10 دول أفريقية.. مخاوف من عدم السيطرة عليه لسرعة تطوره.. والمضادات الحيوية لا تفيد
أودى الطاعون بحياة 171 شخصًا وأصاب أكثر من ألفين في مدغشقر في أسوأ تفشٍ للمرض اللعين في بالقارة السمراء منذ 50 عامًا، ويعتقد أن ينتشر الطاعون في العالم أجمع لصعوبة القضاء عليه نهائيًا في موقع ظهوره.
حالة تأهب قصوى
اضطرت منظمة الصحة العالمية أيضًا إلى توسيع حالة التأهب القصوى في 10 دول أفريقية مجاورة لمدغشقر تزامنًا مع محاولة العاملين في مجال المساعدات الدولية احتواء "الأزمة" بشتى الطرق.
وحذر خبير الأمراض المعدية في جامعة موناش، ألين تشنج، من مخاطر الطاعون بسبب انتشاره العام الجاري بشكل غير عادي لأنه محمول جوًا، موضحًا لموقع "ذا كونفيرزاشن" الأسترالي: "ليس مستحيلا القضاء على الطاعون، فهو موجود بقوارض الحياة البرية أي خارج مجال التأثير البشري".
مقاومة المضادات الحيوية
وكان مرض الطاعون- تسببه بكتيريا يرسينيا بيستيس- تسبب في مقتل مئات الملايين عندما تفشى ثلاث مرات منهم طاعون جستنيان في القرن السادس، وعلى الرغم من إمكانية التعامل مع المرض بالمضادات الحيوية، إلا أن العلماء يشعرون بالقلق من انتشاره بشكل قاتل نظرًا لتغيره المستمر.
وبدوره نوه كايل هاربر، الأستاذ بجامعة أوكلاهوما ومؤلف كتاب نهاية الإمبراطورية، بخطورة وسرعة تأقلم التطور البيولوجي، بعدم وجود لقاح للطاعون حتى الآن، ولكن تحقق المضادات الحيوية نتيجة مرضية حال استخدامها في وقت مبكر إلا أن مقاومة المرض ذلك العقار هو التهديد الأكبر.
أوروبا وأمريكا
وبحسب الموقع، فإن ثلثى الحالات في مدغشقر سبب الطاعون الرئوي الذي يمكن أن ينتشر عن طريق السعال، أو البصق، أو العطس ما يسفر عن موت المصاب في غضون 24 ساعة، مضيفًا أنه مختلف تمامًا عن الشكل البوبوني المسئول عن الموت الأسود في القرن الرابع عشر.
وعبر عدد من العلماء عن قلقهم إزاء وصول الطاعون للولايات المتحدة الأمريكية، دول القارة الأوروبية بسبب السرعة التي ينتشر بها بين المواطنين ما يهدد بمقتل ملايين.
ويتوقع العلماء أيضًا أن يُصاب عدد أكبر من الأفراد خلال الشهور المقبلة، محذرين من استمرار موسم الطاعون حتى أبريل المقبل.
استعداد 9 دول
وأبرز الموقع استعداد عشرات الأطباء والممرضات في مدغشقر لاندلاع المرض، وسط مخاوف من عدم قدرة المستشفيات على التعامل معه حال استمرار هياجه.
ونصحت منظمة الصحة العالمية جنوب أفريقيا، وسيشيل، ولا ريونيون، وتنزانيا، وموريشيوس، وجزر القمر، وموزامبيق، وكينيا، وإثيوبيا بالاستعداد.