ميزانية الكتب المدرسية مال سايب.. 2 مليار جنيه تكلفة الطباعة.. أمين مخزن يبيع المناهج لمطعم فلافل.. خبير تعليمي: المطابع سبب المشكلة.. النفوس الضعيفة تستغل الفائض
تشكو وزارة التربية والتعليم في بداية كل عام دراسي من ارتفاع تكلفة طباعة الكتب المدرسية، وتشكيلها عبئ كبير على الخزانة العامة للدولة، ومع مرور بضعة شهور يفاجئ الجميع بالعثور على أعداد مهولة من تلك الكتب الحديثة مع الباعة الجائلين وأصحاب المحال.
كتب للبيع
في واقعة غريبة من نوعها، تلقى مدير أمن المنيا، اللواء ممدوح عبد المنصف، إخطارًا من مأمور مركز شرطة المنيا، بتلقيه بلاغا من أهالي قرية ماقوسة، بقيام صاحب مطعم "فلافل"، باستخدام كتب دراسية حديثة في تغليف الطعام.
وبانتقال أجهزة الأمن والفحص، تم ضبط صاحب المطعم، ويدعى "عبد الله.ف.م" 28 عامًا، حاصل على دبلوم، ويقيم في القرية وبحوزته 2000 كتاب مدرسي حديث لمراحل تعليمية مختلفة لعام 2017 – 2018، في مدخل العقار الكائن به المطعم.
تم التحفظ على الكتب المضبوطة وبسؤاله، أقر أنه تحصل على الكتب من أحد الأشخاص يُدعى "رضا.م.خ"، 40 عامًا، أمين مخزن كتب بإدارة المنيا التعليمية، ويقيم في عزبة الإصلاح، مقابل ألف و200 جنيه، وتكثف الأجهزة الأمنية من جهودها لضبط أمين مخزن الكتب.
اقرأ..حل أزمة المستحقات المالية المتأخرة لمطابع الكتب المدرسية
تكلفة الطباعة
تبلغ تكلفة طباعة الكتب الدراسية 2 مليار جنيه سنويا، وهو ما أكده وزير التربية والتعليم "طارق شوقي" خلال مؤتمر صحفي في أغسطس الماضي، مشيرا إلى أنه سيتم العمل على تعزيز الكتب والمناهج الرقمية وتقليل تكلفة طباعة الكتب.
خبير تعليمي
يقول "كمال مغيث" الخبير التعليمي، أن وزارة التربية والتعليم المسئولة في المقام الأول عن الكتب المدرسية، مؤكدا على أن عدد الطلاب يبلغ 20 مليون طالب، يبلغ نصيب كل طالب من كتب المواد المختلفة نحو 10 كتب، وبالتالي مطلوب طباعة ما يقرب من 200 مليون كتاب.
وأشار إلى أن مطابع الوزارة غير قادرة على طباعة كل هذه الكمية، لذلك تلجأ لمطابع الأهرام والجمهورية والمطابع الخاصة، ويتم توزيع تلك الكتب على مخازن المحافظات تمهيدا لتوزيعها على المدارس، وتتسلم كل مدرسة حصتها ويظل هناك فائض عن الحاجة، من الممكن بيعها لطلاب خارج البلاد، ولتغطية أيضا ما يتم تقطيعه أثناء التوزيع، ولكن أصحاب النفوس الضعيفة من أصحاب المخازن يستغلون تلك الكتب لتحقيق أرباح خاصة.
تابع..خريطة المناهج لطلاب الدمج
قاعدة البيانات
ومن جانبه، يقول "عادل النجدي" عميد تربية جامعة أسيوط، من المفترض أن وزارة التربية والتعليم تملك قاعدة بيانات للطلاب في المدارس، ويتم طباعة الكتب على أساسها، لتفادي فتح باب جديد للفساد، وإهدار أموال كثيرة من خزانة الدولة.