عمرو الليثي يكشف تفاصيل احتفاء المخابرات بفريق عمل «رأفت الهجان»
في ذكرى الرحيل الأولى للنجم محمود عبد العزيز يواصل الإعلامي عمرو الليثى الحديث عن ذكرياته مع الفنان ومسلسل رأفت الهجان.
ويقول الليثى إن المخابرات العامة كانت مهتمة جدا بمسلسل رأفت الهجان، "لدرجة أننى لن أنسى هذا اليوم، الذي دعانا فيه اللواء المغفور له، أمين نمر، الذي كان يشغل رئيس المخابرات العامة المصرية، حيث دعا فريق العمل، وكنت منهم، وذهبنا إلى مبنى المخابرات العامة، ودخلنا هذا المبنى العظيم الموجود في حدائق القبة، في دعوة الغداء، وجلسنا جميعًا على مائدة واحدة، معنا رئيس المخابرات وضباط من المخابرات والضابط المكلف بمتابعة تنفيذ العمل ومحمود عبدالعزيز والفنانة يسرا وجميع العاملين، كان جوا يسوده الحب والمحبة والألفة الشديدة جدا".
وأضاف: "كانت المخابرات تحتفى بنا جميعا، لدرجة أننى لن أنسى أنه في نهاية هذا الغداء أهدونا سلسلة مفاتيح كان عليها شعار المخابرات العامة المصرية، وكان محمود عبدالعزيز سعيدا سعادة بالغة، وقال لى أكثر من مرة إنه سعيد بأنه يقدم عملا وطنيا يجسد بطولة من بطولات المخابرات".
وتابع :"بدأنا التصوير بعد أيام طويلة من الإعداد الشديد من العمل هنا وهناك، الإنتاج يعمل بقوة، والجميع يعمل، وتصميم الملابس، حتى الفنان الراحل العظيم عمار الشريعى، الذي كان يبحث عن هذه التيمة الجديدة التي يقدم بها موسيقى العمل، حتى قال: وجدتها وجدتها، وكنت في ذلك الوقت موجودا في منزل عمار الشريعى في شارع الحسين بالدقى".
وقال :"كان محمود عبدالعزيز فنانًا صادقًا للغاية، بدأنا أولى حلقات المسلسل وأول أوردرات التصوير- كما يطلق عليها- بتصوير أصعب المشاهد، وهو مشهد وفاة رأفت، ذلك المشهد الذي أداه محمود على ترابيزة البروفات باقتدار، والآن مطلوب منه أن يؤديه في الاستوديو، لبس البيجامة، وجلس في غرفته لفترة ليست بالقليلة يدرس الشخصية ويمعن فيها".
وأضاف :" جاءت لحظة التصوير، ودخل محمود عبدالعزيز إلى غرفة نوم رأفت.. مشهد 1: «رأفت» ينام على سريره يصارع المرض ويقول لـ«هيلين»، في لحظات فارقة: يا هيلين خلى بالك على الأولاد، يا هيلين اتصلى بالمخابرات المصرية.. كان مطلوبا منه في هذا المشهد أن يؤديه كما لو أنه يحتضر، وأن آلام السرطان قد أصابت جسده كما أصابت جسد رفعت الجمال، هكذا كتب صالح مرسي في سيناريو هذا العمل البديع وصوّره من أول مرة بإتقان شديد".
وقال:" صرخ فينا جميعًا في الاستوديو كأنه يصرخ فعلًا من الألم، لدرجة أننا جميعا كنا في ذهول ونحن حوله، مساعدو الإخراج وفريق العمل.. يسرا كانت واقفة أمامه لا تصدق هذا الشعور القوى الذي يخرج من محمود عبدالعزيز وهو يجسد ألم رأفت الهجان، وأدى المشهد في قمة الروعة، وفى نهاية المشهد يموت رأفت الهجان، وتقف هيلين تصرخ وتقول: لا لسه لسه فيه ألم تانى".
وأضاف:" بدأت تبكى هيلين أو تبكى يسرا، وبعدما أعلن المخرج يحيى العلمى: ستوب برافو، وقال: بغافو كما يطلقها دائمًا، انتابت محمود عبدالعزيز هذا الفنان القدير حالة من البكاء الشديد داخل الاستوديو ونحن نصفق له بإعجاب شديد، إنه فنان غريب في أدائه، متنوع، فريد في أسلوبه وانطباعاته، لقد صدقنا هذا المشهد كما صدقه ملايين المشاهدين في ربوع العالم العربى، وأبكى الجميع وأبكى محمود عبدالعزيز".
وقال :"بدأ مشوار رأفت الهجان، وكان مشوارًا طويلًا، كان الفنان محمود عبدالعزيز يهتم بكل تفاصيل عمل مسلسل رأفت الهجان، وأدى مشاهد صعبة كثيرة بالمسلسل بمنتهى الاقتدار، وكان حظى أننى أقوم بتحفيظه الدور، فقد كان يحبنى منذ أن كنت صغيرًا، وكان يطلق علىَّ اسم شخصية موجودة في المسلسل كانت تسمى جدعون شبطاى فكان يقول لهم: اندهولى «شبطاى»، وكان «شبطاى» المقصود به أنا".
وأضاف:" أنا الذي أشبط فيه وأقعد أزن عليه بالبلدى عشان خاطر الملابس والإكسسوارات والراكورات وغيره وغيره، كنت أجلس مع محمود عبدالعزيز فترات طويلة، بحكم أننى مساعد المخرج، الذي أقوم بتحفيظه الدور، فكان يؤدى أمامى في غرفة ملابسه الدور وهو يحفظ بأداء متقن بارع في غاية الجاذبية والحساسية الشديدة جدا، فقد كان فنانًا فذا عبقريًا".