رئيس التحرير
عصام كامل

«في يومهم العالمي.. طلاب ولكن زعماء».. عبد الناصر يشارك في المظاهرات المناهضة للاستعمار.. محمد بلال بطل كوبري عباس.. ومصطفى شردي يفضح العدوان الثلاثي أمام العالم

فيتو

يحتفل العالم في 17 نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للطلاب، اعترافا بفضلهم ودورهم الوطني في الدفاع عن أرضهم، فقد كان الطلاب الشرارة الأولى لكافة الثورات المصرية، بداية من تنظيم مظاهرة ضد الاستعمار الإنجليزي وصولا لثورة 30 يونيو.


وبدأت قصة هذا اليوم حينما قرر مجموعة من الطلاب حشد مسيرة تندد بالنازية الألمانية في مدينة "براج" في 13 نوفمبر 1993، وتصدت القوات النازية لهذه المسيرة الطلابية، مما نتج عنها مقتل الطالب "جان أوبلا تيل" وأدي ذلك إلى تصاعد الأحداث.

وبعد الحرب العالمية الثانية، خصص الاتحاد العالمي للطلاب يوم 17 نوفمبر يوم عالمي للطالب، ليصبح يومًا ضد الحروب الإمبريالية يوما من أجل السلام والعدالة والحرية والتضامن والتحرر من الاستعمار، واحتفالا بهذا اليوم نستعرض زعماء بدءوا مسيرتهم أثناء دراستهم.

جمال عبد الناصر
بدأت بطولات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، منذ أن كان في طالب مدرسة رأس التین الثانویة بالإسكندریة، وتشكل وعيه السياسي في ذلك الوقت، ففي عام ١٩٣٠ أصدرت وزارة إسماعیل صدقي مرسوما ملكیًا بإلغاء دستور ١٩٢٣ فثارت مظاھرات الطلبة تھتف بسقوط الاستعمار وبعودة الدستور، وشارك فيها جمال عبدالناصر، وكانت نقطة تحول أولى في حياته.

واستمر نشاطه رغم التحاقه بمدرسة النهضة الثانوية في حى الظاهر عام 1933، إلى أن أصبح رئيس اتحاد مدارس النهضة الثانوية، وظلت مسيرته في المطالبة بسقوط الاستعمار، وما أن أتم جمال دراسته الثانوية وحصل على البكالوريا في القسم أيقن أن تحرير مصر لن يتم بالخطب بل يجب أن يقابل بالقوة، وأن يقابل الاحتلال العسكري بجيش وطنى، فتقدم للكلية الحربية وتخرج فيها برتبة ملازم ثان في يوليو 1938.

محمد بلال
ومن بينهم أيضا الطالب "محمد بلال" المعروف بـ"زعيم الشباب"، يحمل من الشجاعة ما مكنه من لقب "بطل كوبرى عباس"، ففى إحدى المظاهرات التي خاضها طلبة الجامعة ضد الإنجليز عام 1935؛ أمرت قوات الاحتلال القائمين على إدارة كوبرى عباس بفتح صينية الكوبرى أمام جموع الطلبة المتظاهرين ثم إطلاق الرصاص لكى لا يستمروا في التقدم، فإذا ببلال يلقى بنفسه في النيل ويصل إلى العاملين بالصينية ويقنعهم بموجب وطنيتهم بضرورة مناصرة زملائهم من المتظاهرين والوقوف أمام المحتل، حتى تم له ذلك وأغلقت صينية الكوبرى بعد أن كادت تشهد مجزرة للطلبة.

والطالب محمد بلال، من مواليد مطوبس بمحافظة كفر الشيخ عام 1914، والذي تلقى تعليمه الثانوى في داخلية المدرسة العباسية الثانوية بمحرم بك بالإسكندرية، والتحق بكلية طب قصر العينى بالقاهرة.. كان خطيبًا ثائرًا لديه قدرة على جذب الشباب لمناهضة الإنجليز المحتل، وقد انضم لحزب الوفد تحت زعامة اللجنة التنفيذية العليا للطلبة ولجان منظمة الشباب الوفدى المسماة ( القمصان الزرقاء) ما بين عام 1935 و1940.

زعيم الصحافة
ولا يمكن أن نغفل زعيم الصحافة، "مصطفى النحاس محمد شردى" فلم تنساه بورسعيد حتى الآن، بعدما استطاع وهو صبى أن يعمل مع والده الذي كان يعمل محررًا بجريدة «المصرى»، إلى أن حصل على ليسانس آداب «قسم صحافة» عام 1961 في جامعة القاهرة.

وأثناء فترة العدوان الثلاثى كان «شردى» يبلغ من العمر 16 عام، وعمل على تغطية أحداث معارك الفدائيين في منطقة القناة لجريدة أخبار اليوم، ويجول بكاميراته في شوارع بورسعيد يصور الأحداث الدامية والهجمات الوحشية على أبناء بورسعيد والقتلى الموجودين بالشوارع، حاملا بندقية يدافع بها عن بلده ويخفى الكاميرا بين طيات ملابسه يلتقط بها وحشية الاحتلال.

وتمكن الفارس من فضح العدوان وقسوته، حيث ارتدى الصحفى الصغير ملابس الصيادين حتى يتمكن من الهرب بالصور إلى مؤسسته عبر بحيرة المنزلة بعد أن ركب أحد القوارب الصغيرة حتى وصل به للقاهرة، وسلمها لمصطفى أمين ليحملها بدوره للرئيس الراحل جمال عبدالناصر والذي طاف بها العالم يعرض وحشية الاحتلال، وما ارتكبه من آثام وجرائم ضد شعب مسالم ليرى العالم قسوة ما تتعرض له بورسعيد لتكون صور «شردى» التي تناقلتها وكالات الأنباء العالمية أحد أسباب التحرك الدولى لوقف العدوان على بورسعيد والمطالبة بالرحيل.

الجريدة الرسمية