رئيس التحرير
عصام كامل

الأمن الوطني يبحث عن الشيخ «بوكا» مدير عمليات استقطاب الشباب.. تحقيقات موسعة مع 29 تكفيريا انضموا لمعسكر الواحات.. المسماري: قنا وأسيوط وسوهاج أبرز طرقنا.. والنائب العام يأمر بحبسه و14 آخرين

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

بعد نجاح وزارة الداخلية، بالاشتراك مع القوات المسلحة في ضبط العناصر الإرهابية الهاربة المتورطة في المواجهات مع القوات الشرطية بالمنطقة الصحراوية المتاخمة لطريق (أكتوبر/الواحات)، يجري قطاع الأمن الوطني، تحقيقات موسعة مع 29 عنصرا تكفيريا ضبطوا قبل الانضمام إلى معسكر إرهابي الواحات، للوقوف على نشاطهم الإرهابي، والجرائم التي تورطوا فيها تمهيدًا لتقديمهم للمحاكمة عقب اتخاذ الإجراءات اللازمة.


كما يبذل فريق التحقيق المشكل بإشراف اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، جهودا مكثفة لملاحقة وتعقب فلول العناصر الإرهابية والخلايا النائمة للقضاء عليهم وتطهير البلاد تنسيقا مع القوات المسلحة.

الشيخ بوكا
ويجرى البحث عن الشيخ "بوكا" مدير عمليات استقطاب الشباب للانضمام إلى المعسكرات الإرهابية وتجنيدهم في محاربة الدولة، فضلا عن ملاحقة وتعقب كافة العناصر المتعاونة والضالعة معه.

29 عنصرا
وأوضحت التحقيقات المبدئية أن المقبوض عليهم 29 تم تجنيدهم عقب أحد الوسطاء وكانوا في طريقهم للتدريب على كافة أنواع الأسلحة وتصنيع القنابل وطرق التفخيخ واستهداف المنشآت إلا أن قوات الأمن الوطني نجحت في الإيقاع بهم قبل الوصول إلى معسكر التدريب الذي يقوده الإرهابي المصري المتوفى عماد الدين أحمد محمود عبد الحميد (الذي لقي مصرعه في قصف جوي للبؤرة الواحات) قائد العمليات الإرهابية داخل الأراضي المصرية.

وأكدت التحقيقات أن العناصر المقبوض عليهم من قاطني محافظتي (الجيزة - القليوبية)، شاركوا في الاعتصامات والتظاهرات التي نظمها تنظيم الإخوان الإرهابي إبان عام 2013 باعتصامي النهضة ورابعة العدوية.

حبس 15 يوما
وفي سياق متصل أمر المستشار نبيل أحمد صادق النائب العام، بحبس الإرهابي عبد الرحيم محمد عبد الله مسماري (ليبي الجنسية) لمدة 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات التي تجري معه بمعرفة نيابة أمن الدولة العليا، في قضية اتهامه بالاشتراك في ارتكاب الجريمة الإرهابية التي وقعت بمنطقة الواحات البحرية التي راح ضحيتها عدد من ضباط وأفراد الشرطة.

كما أمر النائب العام بحبس 14 متهما آخرين من المرتبطين بالتنظيم الإرهابي الذي ارتكب جريمة الواحات، لمدة 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات التي تباشرها النيابة.

اعترافات الإرهابي
وفجرت اعترافات عبد الرحيم محمد عبد الله المسماري الإرهابي الليبي المقبوض عليه في حادث الواحات العديد من المفاجآت لتكشف المخططات التي تحاك ضد الدولة المصرية عبر أجهزة مخابرات أجنبية ودول تمول الجماعات الإرهابية.

وكشفت اعترافات الإرهابي أن قائد العمليات العسكرية الإرهابية في مصر كان عماد الدين أحمد محمود عبد الحميد الذي يتولى المسئولية الكاملة ومنفذ حادث الواحات ومؤسس معسكر "أنصار الإسلام" بالصحراء الغربية الذي لقي مصرعه في قصف جوى لنسور القوات الجوية المصرية خلال مداهمة معسكرهم.

اشتهر عماد الدين بالعديد من الأسماء الحركية من بينها "أبو حاتم" ومؤسس جماعة ما يسمى "أنصار الإسلام" التي حاولت اتخاذ الصحراء الغربية وخاصة منطقة الواحات معسكرا لتحركاتهم وتدريب العناصر المتطرفة.

وتشير المعلومات الأمنية أن عماد الدين أحمد، يبلغ من العمر 36 سنة، ضابط سابق، تم فصله منذ أكثر من 7 سنوات.

وأوضحت المعلومات الأمنية أنه عام 2011 انضم عماد الدين إلى جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية، وشكل مع الإرهابي الضابط المفصول هشام العشماوي، خلية عُرفت باسم "خلايا الوادي" لتنفيذ عمليات عدائية بمنطقة الدلتا، وذلك بتكليف من أمير الجماعة، أبو همام الأنصاري، وحدثت خلافات بينهم انتهت بالفرار إلى الأراضي الليبية والبقاء داخل المعسكرات التدريبية.

وتوثقت العلاقات بين "عماد الدين" مع العشماوي حتى صار الذراع الأيمن له، فصدرت التكليفات بتأسيس وتكوين معسكر لخلية "المرابطون" وتكون نواتها في الواحات تنطلق لتنفيذ مخططاتهم فاختار اسما جديدا للأفراد جماعته تحت عنوان "أنصار الإسلام" لتوفير دعم مالي ولوجستي خارجي من مصادر ودول أخرى.

وأكدت المعلومات الأمنية، أن عماد الدين نحج بالاشتراك مع آخرين في تجنيد واستقطاب 29 من الشباب الانضمام إلى خليته عقب إقناعهم بأفكارهم التكفيرية من قاطني محافظتي الجيزة والقليوبية، ليصل عدد إرهابي المعسكر قرابة 100 إرهابي إلا أن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية تنسيقا مع القوات المسلحة اكتشفت مكانهم وقضت عليهم عبر سلسلة عمليات وملاحقة بالقوات الجوية والبرية.

وأشارت التحقيقات الأمنية إلى أن عماد الدين شارك في محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم، بعد تعرّضه لهجوم بعبوة ناسفة فجرت عن بُعد استهدفت موكبه بالقرب من منزله في مدينة نصر بالقاهرة، يوم 5 سبتمبر 2013.

كما تورط في حادث استشهاد ضابطين و26 مجندًا في "مذبحة الفرافرة" بتكليفات من "العشماوي" عام 2014.

وأكدت التحقيقات، أن عماد الدين أحمد كان يخطط للقيام بسلسلة عمليات إرهابية داخل البلاد لإحداث الفوضى وتأجيج الفتن.

فيما قال الإرهابي الليبي عبد الرحيم محمد عبد الله المسماري واسمه الحركي "وسام" إنه انضم في عام 2014 هو وبعض جيرانه إلى ما يسمى مجلس شورى مجاهدين (درنة) للقيام بعمليات ضد قوات الجيش الليبي.

وشارك في عمليات ضد الجيش الليبي الوطني من خلال ذرع عبوات ناسفة والمواجهات المباشرة، مضيفا أنه التقى عماد الدين عبد الحكيم والملقب بالشيخ “حاتم”، وهو مصري الجنسية، خلال مساعدته لمجلس شورى مجاهدي درنة، الذي دعاه للانضمام إلى الجماعة التي شكلها “حاتم” للسفر إلى مصر والقيام بعمليات ضد قوات الجيش والشرطة وإقامة الخلافة الإسلامية، لافتا إلى أنه كان من مهامه في جماعة الشيخ ”حاتم” تقديم الدعم اللوجيستي.

أوضح أنه ذهب إلى مصر برفقة 13 فردا من خلال سيارتين دفع رباعي بالإضافة إلى أسلحة متعددة هي (آر بي جي) وصواريخ (سام) ورشاشات متعددة ومدفع مضاد للطائرات، موضحا أن الشيخ “حاتم” تحصل على تلك الأسلحة من خلال علاقاته الجيدة مع ما أسماها التنظيمات الجهادية داخل ليبيا.

الرحلة إلى مصر
وأضاف الإرهابي أنه أثناء رحلة الجماعة إلى مصر، قاموا بالاشتباك مع قبيلة “التبو”، وهي مكلفة من الجيش الوطني الليبي بحماية الحدود الليبية – المصرية، وأنه تم قتل فرد من تلك القبيلة وقام الآخرون بالفرار، وتمكنت جماعة “حاتم” من الاستيلاء على أسلحة القبيلة.

وتابع قائلا ”إن السفر من ليبيا إلى مصر استغرق من 15 يوما إلى شهر حتى دخول مصر”، لافتا في الوقت ذاته إلى أنهم تمركزوا في عدة محافظات مصرية هي قنا وأسيوط وسوهاج، ثم تم الاستقرار في الواحات في شهر يناير من عام 2017.
الجريدة الرسمية