رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريوهات تشكيل ائتلاف حاكم في ألمانيا بين النجاح والفشل

فيتو

من المرجح أن تنشر الأحزاب الألمانية المشاركة في محادثات تشكيل ائتلاف حكومي، وثيقة مشتركة، غدا الجمعة، توضح ماهية الخيارات المتاحة، حال فشل مفاوضات تشكيل ائتلاف بين أحزاب الاتحاد المسيحي والحزب الليبرالي والخضر

ولكن دخول أحزاب المسيحي الديمقراطي والاجتماعي المسيحي والليبرالي والخضر في مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي، يظهر تساؤل مفاده: «هل يكفي ذلك فعلا للدخول في مفاوضات تشكيل ائتلاف تؤدي في النهاية إلى تشكيل حكومة مستقرة؟».

وتظل الإجابة مرهونة بما يلي من معطيات:
الحزب المسيحي الديمقراطي يعقد الجمعة والسبت القادمين اجتماعا لرئاسة الحزب في برلين، قيادة الحزب الليبرالي ورئاسة حزب الخضر تجتمعان كذلك يوم الجمعة، أما الحزب الاجتماعي المسيحي فهو يحضر السبت لجلسة لرئاسة الحزب في ميونيخ، كما أن الكتل البرلمانية ستلتقي لعقد جلسات خاصة بها، فهناك حاجة كبيرة للتشاور، إذ أنه لم يحصل بعد أي مفاوضات لتشكيل ائتلاف بين الأحزاب الأربعة على المستوى الاتحادي، لذلك فإن جميع هذه الأحزاب ستحدد مواقفها عبر نقاط سيتم مناقشتها في هذه المفاوضات.

كيفية مشاركة الأعضاء

هنا تعمل الأحزاب بشكل مختلف، فزعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي المستشارة أنجيلا ميركل تعتزم الترويج لتحالف بين الاتحاد المسيحي والليبرالي والخضر عبر خمسة مؤتمرات في كل من شتوتجارت ودوسلدورف وهانوفر ولايبتزيج ودارمشتات، ومعالجة النتيجة السيئة للانتخابات التشريعية، بعد فقدان الاتحاد المسيحي نحو 8.5 من مجموع الأصوات الانتخابية.

وفي الوقت الذي سيُنشر فيه بيان للأعضاء في جميع الأحزاب، يخطط حزب الخضر بعد الإعلان عن مفاوضات تشكيل الائتلاف طرح النتيجة للتصويت، حيث ستقول قاعدة الحزب كلمتها خلال مؤتمر حزبي في الـ 25 من نوفمبر في برلين عما إذا كان يتوجب الدخول في مفاوضات تشكيل ائتلاف أم لا، أما الأحزاب الأخرى فستدعو بعد انتهاء مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى عقد مؤتمرات حزبية من أجل التصويت بشكل شخصي أو عبر البريد أو الإنترنت.

موعد بدء المفاوضات
بعد المؤتمر الحزبي للخضر، أي بعد الخامس والعشرين من نوفمبر يمكن أن تبدأ المفاوضات، ولا توجد ضمانة للنجاح، فبالرغم من عقد مفاوضات استمرت أربعة أسابيع، فإن المفاوضات قد تفشل، وإذا مر كل شيء بسلام، فإنه يمكن الحصول على اتفاقية ائتلاف قبل أعياد الميلاد، ويمكن في بداية يناير للحكومة الائتلافية أن تبدأ عملها.

سيناريو الفشل
في هذه الحال يمكن لأنجيلا ميركل أن تتصل بالحزب الاشتراكي الديمقراطي لمعرفة ما إذا كان الاشتراكيون يتمسكون برفضهم القاطع للمشاركة في الحكومة، ومن ناحية حسابية يمكن تشكيل ائتلاف حكومي يضم حزبي الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الذي سيحصل على 399 من مجموع 709 من الأصوات، أي غالبية واضحة داخل البرلمان، إلا أنه لا يوجد داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي أي استعداد للمشاركة في الحكومة بعد الهزيمة في الانتخابات، وطالب زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتن شولتس بالدعوة "إلى انتخابات جديدة إذا لم تنجح ميركل في تشكيل حكومة".

قدرات ميركل
يمكن لميركل النجاح بهذا الأمر مع الحزب الليبرالي الديمقراطي على سبيل المثال. لكن هذه الحكومة ستكون مجبرة بالبحث على غالبية داخل البرلمان لكل مشروع سياسي تطرحه، وبالتالي سيعم عدم الاستقرار السياسي، وعليه فإن هذا الخيار غير مرغوب فيه ومستبعد.

وإذا فشلت مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي، فمن الممكن أن تستقيل ميركل من رئاسة الحزب وتتخلى عن ولاية حكم إضافية، وبعدها سيكون سياسي آخر من حزبها مدعوا إلى أخذ زمام الأمور وبذل الجهد من أجل تشكيل حكومة، لكن لا توجد إلى حد الآن بوادر على هذا التطور.

تنظيم انتخابات جديدة
يمكن المطالبة بسرعة بانتخابات جديدة، لكن في الواقع من الصعب تنظيمها، وهناك عقبات يجب تجاوزها في الدستور: أولا سيكون البرلمان مضطرا إلى انتخاب مستشار أو مستشارة، باقتراح من الرئيس فرانك فالتر شتاينماير.

وفرضا لو أن شتاينماير اقترح ميركل مرشحا لأقوى كتلة، فإنها ستحتاج إلى غالبية أعضاء البرلمان أي على الأقل 355 من 709 من الأصوات، لكن الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الاجتماعي المسيحي لا يتوفران إلا على 246 من الأصوات فقط، وفي حال حصول ميركل في تصويت سري على غالبية مطلقة، فيجب على شتاينماير أن يعينها كمستشارة.

موقف حزب ميكل
في حال عدم الحصول الغالبية المطلقة في الجولة الأولى على إثرها يحق للبرلمان اقتراح مرشح واحد أو مرشحين، وإذا لم يحصل مرشح في الجولة الثانية على الغالبية المطلقة، فتحل في غضون 14 يوما جولة الانتخابات الثالثة التي تكفي فيها الغالبية البسيطة للأصوات، وفرضا لو أن البرلمان انتخب أنغيلا ميركل بغالبية بسيطة، فيمكن بعدها للرئيس شتاينماير في غضون سبعة أيام تعيين المستشارة وتشكيل حكومة أقلية، أو بإمكانه حل البرلمان، لكن يجب تنظيم انتخابات في غضون 60 يوما.

الدعوة لانتخابات جديدة
في حال انتخاب أنجيلا ميركل مجددا كمستشارة وتبدو حكومتها غير مستقرة، فيمكن لها طلب ثقة البرلمان، وإذا لم تنل هذه الثقة، فإن الشروط تكون مستوفية لتنظيم انتخابات جديدة، وفي تاريخ الجمهورية الاتحادية تسبب ثلاثة مستشارين بهذا الشكل في تنظيم انتخابات مبكرة: فيلي برانت وهلموت كول وغرهارد شرودر، فالمستشارون الثلاثة اختاروا طريق طرح نيل الثقة التي لم يريدوا كسبها لفتح باب الانتخابات الجديدة، لكنهم لم يفعلوا ذلك في بداية ولاية الحكم.

هل النجاح حتمي؟
هذا ما يراه غالبية خبراء الشئون السياسية؛ لأنه إلى حين انتخابات جديدة ممكنة ستبقى ألمانيا في حالة فراغ سياسي وستكون مقيدة في حركتها على المستوى الدولي، وذلك من أجل نتيجة انتخابية تشبه تلك التي ظهرت في الـ 24 من سبتمبر وسيكون على إثرها الخيار الائتلافي حكومي مطروحا مجددا على الطاولة، وستحتاج الدولة لتسعين مليون يورو لتمويل تنظيم انتخابات جديدة.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية