زغلول صيام يكتب: العبثية ترسم مشهد الرياضة المصرية
لو أن أي فنان حاول أن يرسم بريشته واقع الرياضة المصرية فلن تخرج اللوحة إلا برسم سريالي غير مفهوم وغير واضح المعالم ولا يعبر عن شيء.
وحاولت وبكل الطرق أن أفهم لكن عجزت حواسي عن الفهم بعد أن اختلط الحابل بالنابل وتحولت الرياضة إلى عزبة، فلأول مرة تحسم انتخابات اللجنة الأولمبية بالتزكية «وعلي المزاج» ومن حاول أو مجرد فكر في الاستقلال كان نصيبه التنكيل والتشويه، لأنه تجرأ على أصحاب المناصب.
في اللجنة كل شيء مباح والوزير غسل يده من كل شيء وعلى المتضرر أن يلجأ للمحكمة الرياضية التي ما زالت في المهد، كل صاحب عزبة أو نادي أو اتحاد له الحق في فعل كل شيء طالما أن هناك مباركة من جانب اللجنة الأولمبية التي نجحت بالتزكية.
في قضية الزمالك وضعت اللجنة أصابعها في أذنها تاركة الحبل على الغارب الذي ينذر بعواقب وخيمة وتركت الحرية لمجلس الإدارة أن يفعل أي شيء ويستبعد من يستبعد وبدلا من أن تتخذ قرارا فضلت نقل الأمر برمته لتسوية المنازعات، رغم أن الأمر كان يحتاج للفصل مقدما من اللجنة الأولمبية.
لقد بح صوتي منذ البداية لكن من يسمع؟ الوضع الآن في منتهى الخطورة ولا بد أن تتدخل الدول بكامل هيبتها للدفاع عن حقوق الرياضيين بعد أن ضاعت حقوق الناس والغضب أصبح يملأ الصدور من الوضع الرياضي المهين الذي تعيش فيه مصر وأبدا لن يكون الوصول للمونديال برفانا لاحتماء الوزير واللجنة الأولمبية فيه، لأنه إنجاز يحسب للجهاز الفني واللاعبين.
ومرة أخيرة وقبل أن تغرق سفينة الرياضة على الوزير أن يتحرك أو أن يعطي تعليماته لمسئولي اللجنة الأولمبية بالتحرك لأنهم لا يتحركون بدون تعليمات لإصلاح ما يمكن إصلاحه وإعطاء الحق للمواطنين في الترشح للانتخابات وإعادة النظر في لوائح تم تفصيلها حتى لو اعتمدتها الجمعية العمومية طالما أنها غير دستورية.
تحدثت بالرموز لكن لن أتردد في كشف كل شيء في الوقت المناسب بعد أن تحولت الرياضة إلى عزبة.