بالصور.. 109 قتلى ومصابين من الطلاب حصيلة حوادث الطرق بالبحيرة
30 قتيلًا و69 مصابًا، حصيلة 5 كوارث فقط، خلال 3 سنوات، على طرق الموت البحيرة، جميع ضحاياها من الطلاب والتلاميذ، لأسباب ما بين رعونة سائق وتحميل أعداد زائدة عن العدد المسموح به، وسرعة زائدة يستمر نزيف طلاب وتلاميذ، دون أدنى رقابة على الطرق الزراعية والفرعية بالمحافظة الأكبر بين محافظات الدلتا، والتي يعتبرها أهالي البحيرة طرقًا للموت.
ففاجعة توك توك الموت بقرية زاوية غزال بمدينة دمنهور، لم يكن الأول ولن يكون الأخير، فقبل أسبوعين لقي 4 طلاب مصرعهم في انقلاب سيارة كانت تقلهم بالقرب من مدينة دمنهور، وفي 20 نوفمبر الماضي فجع أهالي البحيرة بنبأ مصرع تلميذ وإصابة 21 آخرين، وذلك قبل أن يتوفى سائق السيارة؛ ليرتفع عدد المتوفين إلى اثنين، في اصطدام أتوبيس مدرسة بسيارة محملة بالطوب، على طريق "المحمودية- إدفينا" بعد قرية فزارة، وكان الأتوبيس يحمل 22 تلميذا بمرحلة رياض الأطفال، من قرية سيدي عقبة، وعزبة أبو حمد، متوجها إلى المدرسة. وفي الثالث من يناير من العام الفائت، لقي سائق وطفل مصرعهما، بينما أصيب 28 آخرين في حادث انقلاب أتوبيس حضانة في منطقة سنهور.
كارثة طلاب الأورمان الأسوأ
بينما تظل الذكرى الأسوأ في تاريخ الطرق المصرية، هو حادث طلاب الأورمان، والذي أودي بحياة 18 طالبًا متفحمين، وإصابة 18 آخرين من طلاب المدرسة، في حادث التصادم المؤلم الذي وقع بين 4 سيارات "تريلا وجامبو وملاكي وأتوبيس رحلات إسكندرية، رقم 12667، يتبع مدارس الأورمان الفندقية بالعجمي، بالقرب من قرية أنور المفتي، دائرة مركز أبو حمص، اتجاه الإسكندرية.
معلمات أيضًا بين الضحايا
وتعد طرق دمنهور رشيد وأبو المطامير والطريق الزراعي، الأكثر حصدًا للأرواح بين التلاميذ والمدرسين، الذين لم يسلموا من الموت على الطرق التي تشبه الثعبان المظلم، فإحداهن أجبرت على الانتداب لسد العجز، فرجعت لبناتها بمدينة دمنهور جثة هامدة، لتتركهم بلا أم، وأخرتان قتلتهما سيارة طائشة، أثناء انتظارهما أمام مستشفى دمنهور، لاستقلال سيارة للسفر لمدرسة أخرى، لسد العجز، و3 أخريات أصبن بكسور، وتم تركيب شرائح ومسامير لهن لنفس السبب، تقول إحداهن رفضت ذكر اسمها حتى لا تتعرض للاضطهاد: «أصبت وتم تركيب شرائح ومسامير لي وطلبت إلغاء الانتداب، إلا أن الإجابة كانت بالرفض»، وتشير أخرى أن زميلتها توفيت في حادث سير بطريق دمنهور أبو المطامير، وثانية بطريق دمنهور رشيد وتركن أطفالًا، لا حول لهم ولا قوة، فمن يدفع فاتورة تلك الأسر التي تفقد كل يوم طفل أو عائل.
التهرب من المسئولية
وقال سعد حلمي، أحد أهالي البحيرة: «أين المسئولون من التعديات على الطرق، وأين السور الحديدي أو الأسمنتي على حدود مياه الترع، وتساءل عماد علي، أحد أهالي قرية زاوية غزال، أين الرقابة وأين المرور، يجب أن يسأل المسئولون، وأولهم محافظ البحيرة، وكل من له يد في حدوث هذه الكارثة».
وأضاف: «أقسم بالله اللي بيسوق التوك توك، في زاوية غزال شوية عيال مبرشمين ومحششين، كل يوم مصيبة بسبب التوك توك، ولا فيه مرور عند كوبرى زاوية غزال، ولا الطريق أصلا يصلح للمرور حرام عليكم عيالنا ماتوا».
وأشار أحمد الشرقاوي، أحد الأهالي: «زاوية غزال كانت القرية النموذجية على الجمهورية بعد حرب ٧٣، وزارها العديد من الوفود من دول العالم، والآن تعيش وأهلها في تهميش، وإهمال من المسئولين، وتعاقب عليها رؤساء قرى لا يسمعون ولا يرون ولا يتكلمون، ليس فيهم فائدة، وهذه ليست أول حادثة تزهق فيها الأرواح وتسيل فيها الدماء».
تشديد الرقابة
المهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة، أبدت استياءها الشديد، من حالة الإهمال لدى بعض سائقي مركبات التوك توك في الشوارع والأروقة التي تربط بين الزراعات والقرى والتي تنأى عن الرقابة المرورية، وتكلفنا أرواح أطفال أبرياء لا ذنب لهم، وهو ما دفع العشرات من الأهالي للاحتجاج للمطالبة بتكثيف الرقابة على تلك الطرق بدلًا من الخطب العصماء.
وقال خالد فتح الله، أحد الأهالي، بدلًا من التعويض والكلام الكثير نتمنى تشديد الرقابة على الطريق ومنع الأطفال والحشاشين من قيادة المركبات، مطالبًا بوضع حاجز بين الطرق والترع لتفادي حدوث الكارثة مجددًا.