رئيس التحرير
عصام كامل

الشباب الشباب.. التعليم التعليم!


على الدولة أن تمد يدها لإنقاذ الفن والتعليم والثقافة حتى لا نظل ندور في حلقة مفرغة دونما إصلاح حقيقي يبدأ بالإنسان الرافعة الحقيقية لأي تقدم.. وعلى صناع الدراما أن يراجعوا أنفسهم وألا يتاجروا بهذا الفن الرفيع، وألا يكون همهم جمع المال وتقديم ما يطلبه المشاهدون وليس ما يفيدهم؛ فليس كل ما يشتهيه الإنسان يصب في صالحه.. عليهم أن يسألوا أنفسهم: هل قدمنا ما ينفع الناس أو يسند الدولة في حربها للإرهاب أو يزيد وعي المواطن بما يدور حوله حتى يصبح مؤهلًا لأداء دوره المنشود، وماذا عن المعركة الكبرى مع الجهل والفقر والتطرف.. فإذا كانت الحكومة تحارب على أكثر من جبهة، فهي مشغولة بدحر الإرهابيين، ومشغولة بتلبية الاحتياجات اليومية للمواطن، ومهمومة بالتنمية الشاملة.. ويبقى التحدي الأكبر هو حيازة ثقة المواطن واحتضان الشباب وتعليمهم وتوظيفهم وتوفير حياة كريمة لكل فرد في هذا الوطن.


وإذا كان منتدى شباب العالم قد أبهرنا بحيويته وقوة فعالياته وجودة تنظيمه فإنه زادنا يقينًا أن العيب ليس في شبابنا بل في طريقة التعامل معهم وإعدادهم للمستقبل، فإذا توفرت لهم الرؤية والاهتمام وتكافؤ الفرص والعدالة والرعاية الكاملة لوجدنا جيلًا يحمل البلد على كتفيه.. أما إذا بقيت منظومة التعليم على حالها من بؤس وتخلف وقصور فلا تسأل لماذا تلقى المدارس والجامعات بخريجين دون المستوى شيمتهم الكسل العقلي والسطحية وسوء الفهم وانعدام الرؤية.

التعليم والصحة والأمن والديمقراطية مقومات أي تقدم، فإن صلحت صلح المجتمع كله ووجد طريقه إلى النهوض، واختفت تلقائيًا آفات الفساد والجهل والمرض والتخلف.. ورغم أن تلك الأهداف ضمن اهتمامات الحكومة لكنها غير متحققة كما نريدها على أرض الواقع وهو ما يحتاج إلى ثورة حقيقية لإصلاح التعليم بوصلة أي نهضة وقاطرتها الأولى.. وهو ما يتطلب إعادة الروح للتعليم والاحترام للتعليم الفني على وجه الخصوص وهو أول واجبات الوقت، ورأيي أن الخطوة الأولى هي توفير المخصصات المالية التي أوجبها الدستور لوضعه على خريطة التطوير وفقًا للمعايير العالمية.. فهو كما قال شباب العالم مفتاح الحل لكل مشكلاتنا..

رسائل منتدى شباب العالم كثيرة أهمها ما قاله الرئيس السيسي في الافتتاح بأن مكافحة الإرهاب حق أصيل من حقوق الإنسان.. لأنها باختصار تعني الحفاظ على حق الحياة الذي يهدره أولئك الإرهابيون بلا حق ولا ضمير.. المنتدى نجح أكثر مما كنا نتوقع، وحقق أهدافًا عديدة فوق ما كان منشودًا وليته يتكرر على نطاقات نوعية أخرى.. فليكن هناك منتدى للشباب العربي، وآخر للأفارقة حتى نبني جسور التواصل مع هذه الدوائر المهمة للأمن القومي المصري.
الجريدة الرسمية