الإنسانية في رئاسة الجمهورية!
كثيرة هي المؤسسات التي تفقد أشخاصًا عملوا معهم وقدموا عمرهم فيها ومنحوها خلاصة عمرهم ثم رحلوا فجأة وأحيانا يرحلون بسببها وفي خدمتها، وهو ما يسمونه إصابة عمل، ومنهم من يرحل كمدًا لتعرضه لظلم بين أو لتجاوز يفقد القلوب البريئة قدرتها على التحمل فتنفجر شرايينها وأوردتها ويسقط صاحبها ضحية لسوء المعاملة وسوء الخلق!
ورغم ذلك ورغم أن بعض السلوكيات في مؤسسات عديدة يمكن توصيفها بالقتل الخطأ أو حتى العمدي.. لا نرى اهتماما بهؤلاء.. بمن قدموا عمرهم لهيئاتهم ومؤسساتهم ومصالحهم.. فلا رعاية للأسر ولا للأبناء ولا حتى حزن من أي نوع ولا حتى حداد شكلي تفرضه التقاليد!
في رئاسة الجمهورية رأينا ورأى العالم كيف كان الحال مع وفاة عضو البرنامج الرئاسي الشاب عبد الوهاب يسري.. شاب من دمياط.. على خلق ككل شباب البرنامج.. اختير كما اختير غيره بلا وساطة أو محسوبية، كما كان يحدث في الماضي.. كفاءته وخلقه وحماسه لبلده هي كل مؤهلاته.. وبين ذهاب وعودة إلى مدينته الجميلة دمياط.. ذهب ذات مر ولم يعد.. غيبه الموت في حادث أليم ومُؤلم.. قضاء الله وقدره ولا راد لهما.. أدى واجبه كاملا وصعدت روحه الطاهرة إلى العزيز الحكيم.. كان من الممكن أن لا ينتبه أحد للأمر.. نعي بسيط وحزن لأبسط وينتهي الأمر.. إلا أن ذلك لم يحدث.. حدث العكس تماما.. نعي قبل وبعد وأثناء المنتدى بشرم الشيخ.. تكريم أسرته وأرسلت الدعوة لهم وصعدت آلام الجريحة تصافح الرئيس وتتسلم شهادة افتخار مصر بابنها وبما قدمه.. ومن المؤكد أن الدولة لم تتركها ولن تتركهم!
لم يقل أحد ننتبه للمؤتمر.. أو لا نريد منغصات للاحتفال أو أي حزن.. ولم يقل أحد نكرمها فيما بعد أو في أول مؤتمر مقبل.. لا.. الإنسانية غلبت وتَغلبت وفاقت وتفوقت على كل شيء!!
رحم الله عبد الوهاب يسري.. وألهم أمه وأسرته كل الصبر.. وكل التحية لمن يجعلون للإنسان قيمة القيم وغاية كل عمل وغاية كل شيء!!