رئيس التحرير
عصام كامل

عاصفة لعبة العروش السعودية تصل دول أوروبا وأمريكا.. ترامب يدعم قرارات إيقاف أمراء ورجال أعمال طمعًا في أسهم أرامكو.. بريطانيا أول الخاسرين.. والأمير محمد بن سلمان يحتوي فلسطين ويسعى لدحر إيران

فيتو

لم تؤثر عاصفة لعبة العروش السعودية على استقرار أسعار النفط وبورصة المملكة فقط، ولكنها تصل شيئًا فشيئًا إلى الدول المجاورة، والدول الأوروبية، والولايات المتحدة الأمريكية نظرًا لتباعاتها وأهدافها السياسية.


بعد الاعتقالات التي اعتمدتها لجنة الملك سلمان بن عبد العزيز لمحاربة الفساد برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - بعد أسبوعين من إعلان المملكة سلسلة من المشروعات بينها منطقة اقتصادية بتكلفة 500 مليار دولار في سياق خطة لإعادة هيكلة اقتصاد كان يعتمد منذ عقود اعتمادًا كليًا على عوائد النفط- نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية خريطة تأثر دول العالم بالتغييرات الجديدة.

فبعد إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته من الرياض، اعتقلت السعودية عددًا من رجال الأعمال والسياسة والأمراء، ما يؤكد وفقًا للصحيفة سعي ولي العهد محمد بن سلمان لممارسة سيطرته على الداخل والخارج في نفس الوقت ما يرفع حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط المتقلبة بالفعل.

وأبرزت الصحيفة تأييد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقرارات الأمير محمد واتصاله بعد حملة الاعتقالات بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، مشيرةً إلى زيارة صهر ترامب جاريد كوشنر السرية إلى الرياض قبل أيام من إيقاف الأمراء ورجال الأعمال.

أمريكا وبريطانيا
دعم الولايات المتحدة لما يحدث في السعودية بالتأكيد وراءه مصلحة، لذا أشارت الإندبندنت إلى تغريدة ترامب على حسابه بموقع تويتر للتواصل الاجتماعي، حيث أعرب عن رغبته في طرح أسهم شركة أرامكو (2 تريليون دولار أمريكي) في بورصة نيويورك.

أما المملكة المتحدة البريطانية ستكون من خاسري تلك اللعبة، فكانت تأمل في أن تكون لندن موقع تعويم أسهم أرامكو لتعويض خسائرها بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي. واعتبرت الصحيفة أن أهداف زيارات رئيسة الوزراء تيريزا ماي ووزراء بريطانيين آخرين إلى السعودية أصبحت بلا جدوى.

لبنان وفلسطين
وبالنسبة لواقعة إعلان الحريري استقالته من السعودية وليس لبنان، نوهت الصحيفة باتهامه إيران وذراعها حزب الله بزعزعة استقرار المنطقة العربية وهو ما تؤكده الرياض مرارًا وتكرارًا خاصةً بعد إرساله ميليشيات تدعم الرئيس السوري بشار الأسد.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس زار السعودية أيضًا منذ أيام في خضم محاولتها إبعاد حركة حماس عن إيران خاصة بعد نجاح أبو مازن في استعادة قطاع غزة والتوصل لمصالحة علنية. ولكن الأمير محمد- التقى بالفعل وفدًا من حماس قريبًا- يرغب في الحفاظ على الوضع الراهن.

ورأت الصحيفة أنه ممكن ألا يحصل الأمير محمد بن سلمان على دعم ترامب دائمًا لخططه وقراراته في المنطقة- منها مقاطعة قطر لدعمها الإرهاب- حال خاب أمل الأخير بشأن أسهم أرامكو بسبب تمرير الكونجرس مشروع قانون "جاستا" الذي يجيز لأسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر محاكمة السعودية.
الجريدة الرسمية