رئيس التحرير
عصام كامل

الكنيسة تواجه الإلحاد والإدمان بمبدأ «الوقاية خير من العلاج»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

نشأ المجتمع على جملة من العادات والتقاليد والمبادئ، التي بدأت تختفي مع ثورة التكنولوجيا، وتمكنت إلى حد كبير أمراض العصر من التسلل إلى جسد المجتمع، لتنتصر في موقعة المبادئ والقيم، ونجحت في زعزعة صورة «شعب متدين بطبعه»، فالإلحاد موجود لا يمكن لأحد أن يتغافله، وتوسعت دائرة الطلاق لأسباب هشة، كما تسعى المؤسسات المعنية لمواجهة كل محاولة لتغيير هوية الوطن.


«الكنيسة»، باعتبارها إحدى مؤسسات الدولة، وجزء أصيل من المجتمع المصري، كما ذكر البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، في أكثر من مناسبة، أصابتها أيضا تلك الأمراض اللعينة، لكنها عملت بمبدأ «الوقاية خير من العلاج»، وسعت جاهدة لمواجهتها قبل أن تنتشر.

أدركت الكنيسة مبكرا خطر «الإلحاد»، وأيقنت أنه مرض قابل للانتشار وسطها، خاصة وسط الضعفاء، المعترضون على سياسة القيادات الكنسية، ونظمت العديد من المؤتمرات على مستوى الكهنة، ومن المقرر أن تنظم إيباراشية شرق السكة الحديد، يومي الحادي عشر، والثاني عشر من ديسمبر المقبل، بالقاعة الكبرى بكنيسة العذراء مهمشة، حول «وحدة الوجود.. تأليه الكون وتأليه الطاقة»، والذي أكد كهنة الإيباراشية أن هذا الفكر يقود الشباب إلى الإلحاد.

وقال القس «بافلي» كاهن كنيسة العذراء عياد بك في شبرا، إن الفكر الوافد حول وحدة الوجود تأليه الكون وتأليه الطاقة، يجعل الإنسان هو الإله والخالق وتنادي بإعادة تجسد الروح والأعمال الخارقة بالقدرات الذاتية بعيدا عن الله «أعمال السحر الأسود»، وتدعي أن صفات الألوهة تنطبق أيضا على الإنسان، وتستعين هذه الثقافة بجلسات التخيل والتنويم المغناطيسي، وقراءة الطالع والكف وضرب الرمل.

وأكد أن مؤيد هذا الفكر يخلط ما بين النظريات الفيزيائية والخيال والأحلام الشخصية عند الفرد وإمكانية تحقيقها بعيدا عن الله الخالق الذي نعرفه بل بحسب مفهومهم بالقدرات الذاتية الخارقة.

وأشار إلى أن المؤيدين لهذا الفكر نشروا عدة كتب بالإنجليزية وترجمت للعربية أخطرها كتاب «السر»، والذي قد ترجم لفيلم، بجانب كتاب «قوة عقلك الباطن- كتاب قوة التفكير الإيجابي-كتاب القوة الخفية للعقل الباطن-كتاب الثراء».

مكافحة الإدمان أيضا تأخذ جزءا كبيرا من اهتمام الكنيسة، وشكلت لجنة الصحة النفسية ومكافحة الإدمان بالمجمع المقدس، في الفترة من السابع والعشرين وحتى التاسع والعشرين من نوفمبر الجاري، مؤتمرا يستضيف بيت "سان مارك" بالخطاطبة، لخدام الصحة النفسية ومكافحة الإدمان بإيبارشيات الكرازة المرقسية.

وتسعى الكنيسة لوقاية أبنائها من الإدمان والمتاعب النفسية وتجتهد في أن تخلق جيل خال من الصراعات النفسية والسلوكية، وتركز دائما على «الاتزان النفسي، الاكتئاب، القلق، اضطرابات ما بعد الصدمة، ما بين المرض الروحي والمرض النفسي».

فيما أكد البابا تواضروس الثاني، أن الكنيسة تستعد لإجراء دورات مساندة وتأهيل للأسر التي تعرضت لأحداث عنف وإرهاب في الفترة الأخيرة، وقد يستعين في هذه الدورات بخبراء أجانب، للقضاء على أن ما رأوه مما يؤثر في حالتهم النفسية.

وتعددت المشكلات الزوجية، التي قادت إلى العديد من قضايا الطلاق في المحاكم، وهو ما دفع الكنيسة إلى تنظيم دورات إجبارية تؤهل للارتباط، وشددت على أنها لن يتم الزواج دون اجتياز تلك الدورات.

ويطلق على هذه الدورات اسم «المشورة»، وهدفها التقارب بين الخطيبين، وتقدمها الكنيسة بطريقة لا تعثر المقبلين على الزواج، حيث لا تتخطى مدتها 30 يوما، يحصل بعدها الخطيبان على شهادة تفيد اتمامه دورة المشورة عند صلاة الإكليل.
الجريدة الرسمية