لماذا لا يعود الغزاة العرب إلى شبه الجزيرة؟
ليس اليهود فقط كما يدعو عصام العريان القيادي بالتنظيم السري للإخوان. وبالمرة لا بد أن يعود أحفاد اليونانين والإيطاليين والمغاربة وغيرهم وغيرهم إلى أوطان جدودهم. فالحقيقة إنني لا يمكن أن أصدق أن الدعوة دافعها أخلاقي.
فكما اتضح منذ الثورة ومنذ توليهم للحكم، فهم منزوعو الأخلاق، يكذبون ويدلسون ويفعلون أي شيء ضد الأخلاق وضد الإنسانية وضد الأديان. ففي عقيدتهم "كل شيء مباح من أجل نصرة الإسلام وإقامة دولة الإسلام"، وإن الله جل علاه لن يسامحهم فقط، ولكنه سيدخلهم جنته.
إذن لماذا دعا العريان اليهود المصريين للعودة إلى بلدهم؟
دعك من سذاجة الدعوة وسطحية من أطلقها، ولكن لها أهداف هي:
أولاً: مغازلة صريحة وتقديم أحد أهم أوراق اعتماد الإخوان لدى
الإدارات الغربية والأمريكية على وجه الخصوص.
فواضح أنه لم يكن كافياً أنهم "ظبطوا حماس لهم على الصراط المستقيم". ولا أظن أن القارئ الكريم مندهش، فالإخوان الذين كانوا يهتفون "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود"، ليست لديهم أي مشكلة في أن يخدم جيشهم "اليهود".
الهدف الثاني هو تصور العريان وتنظيمه السري أن هذا سيفرغ إسرائيل من
سكانها، ومن ثم يتيحون الفرصة لحلفائهم الأيديولوجيين (حماس) من أن يقيموا دولتهم.
فهم عندما تتعارض مصلحة مصر مع حلفائهم، فلتذهب البلد للجحيم، وليس بعيداً أنه في
عز أزمة السولار وغيره كانوا يرسلونه إلى أحبائهم في غزة.
لابد أن نضيف لهذه الأهداف أن منطلق هذه الدعوة عنصري، ليس اعتراضاً
على عودة أي مصري إلى وطنه، ولكن لأن صراعنا مع الكيان الإسرائيلي، ليس لأنهم يهود،
فهناك يهود لا يعيشون في إسرائيل، وهناك يهود ضد الصهيونية. ثم أنه لو كان محتل
فلسطين مسلما، يجب أن يكون لنا الموقف ذاته. فليس هناك احتلال حرام وآخر حلال.