السعودية والخطر القائم!
ليس مهمًا أن تختلط مواجهة الفساد في السعودية بمشكلات السياسة، وليس مهمًا أن يحاسب ويعاقب أمراء ووزراء ونافذين ومتنفذين سعوديين حاليين وسابقين فلا يوجد أحد فوق الحساب، ولا فوق القانون، وليس مهمًا أن توضع أموال الكثيرين رهن التحفظ ويتم إدارتها بأي شكل، وإن تعود لأصحابها يوم ما أو لا تعود ويتم تأميمها.. إنما المهم -بخلاف أن ما يجري شأن داخلي- أن يبقى كل ذلك في هذا الإطار وفقط.. وفقط تعني أن يكون ذلك هو حدود كل شيء.. هو أول وآخر العلمية كلها.. ولا يتطور الأمر إلى انحياز قبائل وأقارب هذا الفريق المفعول به كل هذه الإجراءات إليه وأن يتم استدعاء الأقارب خاصة من الأخوال- أشقاء الأمهات وأعمامهم- للتدخل في أمر ليس للقبلية فيه نصيب..
فأعداء كثيرون يتربصون بالسعودية وهؤلاء الأعداء هم أول من ينفخ النار في أي حرائق داخلية بالسعودية، هؤلاء المجرمون قد يزينون بعض التصرفات مع وعود مزيفة بتقديم الدعم له ضد الطرف الآخر عند الجد وبما يشجع على المواجهات ومزيد من الخلاف والانقسام وعند الجد سيترك هذا الطرف الخارجي الأمر يشتعل ويشتعل ويكون هذا في ذاته هو المطلوب!
علينا أن نتذكر أن سببين فقط يؤديان إلى التدخل العسكري المصري خارج مصر.. الأول التهديد الفعلي على الأرض للخليج.. والثاني تهديد الحكم السعودي وتفكك المملكة.. عندئذ لن تتفرج مصر ونخشى أن يكون ذلك هو الفخ الحقيقي.. رغم اليقين بوعي مصر بذلك لكن سياسة مصر من عقود مبنية على التدخل للسببين السابقين بغض النظر من يحكم في الخليج أو من يحكم في السعودية!
تختلف أو تتفق مع السياسة السعودية لكن من المؤكد أن بلادنا العربية لا تنقصها المشكلات ولا الانقسامات ولا بحور الدم ولا نيران المعارك ولهيبها وقسوتها ومرارتها.. ومصر لا ينقصها انعكاس مشكلات الآخرين عليها ولذلك إن لم تستطع بلادنا السير للأمام فعلي الأقل لا ينبغي أن تعود للخلف بتدهورات جديدة ولذلك كل الدعوات أن ينجي الله المنطقة من مخططات شريرة لها أصابع تعبث بها وأرواح شريرة تنفخ فيها!
باختصار: ليس المهم ما يجري.. إنما المهم ما قد يجري!