رئيس التحرير
عصام كامل

الدولة المجرمة!


ماذا يعني أن نردد أن دولة من الدول لا تغرب عنها الشمس، ليس بحكم ما تتمتع به من مساحة إنما بحكم ما تحتله من بلدان بغير أي حق؟ وما معنى أن تنهب هذه الدولة خيرات هذه الشعوب وتستعبد شعوبها إلى حد قتل المقاومين وسجن الرافضين؟ وما معنى أن تأتي جيوش هذه الدولة إلى بلادنا فتقصف أهل الإسكندرية وتُدمرها تماما ثم تمكث على أراضينا سبعين عاما كاملة أجبرتنا فيها على دعمهم بالإكراه في حربين عالميتين بالجنود والتموين والتسهيلات دون أن تدفع جنيها واحدا كمستحقات لشهيد مصري واحد ولا جنيه واحد من كل الدعم الذي أخذوه عنوة وبلا أي سند؟


وماذا يعني أن ترتكب هذه الدولة على أراضينا ولشعبنا جرائم لا أول لها ولا آخر من دنشواي إلى مذبحة الإسماعيلية ومن حادث 4 فبراير المهين- الذي حاصرت فيه دبابات الإنجليز القصر الملكي ودخل المندوب السامي يحمل استقالة الملك وأمره بتعيين النحاس رئيسا للوزراء وعامله بسوء أدب لم يشهد العالم له مثيل- إلى سلوك ضباطهم وجنودهم ومندوبهم السامي؟ وماذا يعني أن تتعهد هذه الدولة بمنح أرض يحتلونها يعيش عليها شعب شقيق إلى شعب آخر؟ ماذا يعني- وكما قال جمال عبد الناصر- إن يمنح من لا يملك حقا لمن لا يستحق؟

وماذا يعني بعد كل الجرائم التي فعلها هذا الكيان المجرم الذي منحته هذه الدولة طوال مائة عام أن تعود هذه الدولة لتحتفل بوعدها المشئوم بدلا من التكفير عن ذنوبها والخجل من جريمة ارتكبتها قبل عشرات السنين أو تحديدا في 2 نوفمبر 1917؟ لا يعني كل ذلك إلا أننا أمام دولة مجرمة اسمها بريطانيا.. تحمل آثام لا حصر لها ارتكبت ضد الإنسانية.. كل دول العالم وشعوبها ارتكبت بريطانيا ضدها جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية..

نفتخر في مصر بأننا أخذنا بعض حقوقنا من بريطانيا المجرمة.. سواء بانسحابهم الخائب من بورسعيد وانهيارهم كدولة عظمى بعده أو بتأميم القناة وممتلكاتهم وهي بعض حقوقنا ردت إلينا.. وليس صدفة أن تتفرج بريطانيا المجرمة على مصر وهي تشتري السلاح وتجري الصفقات الاقتصادية مع كل دول العالم إلا هي.. لأن ما جرى منها من مؤامرات ضد بلدنا لم يزل مستمرا.. واليوم يحكم الوطنيون مصر كما حكمها الوطنيون بعد ثورة يوليو.. ويوم من الأيام ستدفع الدولة المجرمة الثمن كاملا.. عن احتلالها وعن بلفور المشئوم وعن دعم الإرهاب وعن كل جرائمها.. سيدفعونه!
الجريدة الرسمية