رئيس التحرير
عصام كامل

مهنة من لا مهنة له!


سقطات الإعلام أعيت من يداويها، حتى أصبحنا إزاء نكبة تسببت فيها عوامل عديدة، لعل أهمها كثرة الدخلاء على المهنة، وهؤلاء لم يحرموا خريجي الإعلام من فرصة عمل مستحقة لهم فحسب، بل حرموا الجمهور من "سمو الرسالة" وجودتها وقيمها ومبادئها، فالإعلام ليس سلعة هدفها الربح، ولا مهنة من لا مهنة له، حتى يتزاحم عليها دخلاء بلا موهبة ولا علم، وربما لا خلاق لهم ولا ذمة ولا مؤهلات حقيقية إلا النفاق، والعلاقات وتشابكات المصالح مع أصحاب المنابر الإعلامية والقائمين عليها على طريقة "شيِّلني وأشيِّلك" وهو ما لا تخطئه العين اليوم في برامج تليفزيونية عديدة لا يملك مقدموها أدنى معايير المهنية ولا مقومات النجاح والجاذبية والتأثير في الناس..


والحال نفسه ينطبق على أصحاب أقلام تسللوا إلى الصحف في غيبة المعايير والقواعد الحاكمة للصحافة.. تداعيات مثل هذه العشوائية وذلك العبث لا تقف عند حدود إضعاف الإعلام وسحب البساط من تحت قدميه وإِفقاده المصداقية والقدرة على التأثير فحسب بل تتعداه إلى تشويه الوعي وتسفيه القيم ونبذ الحقائق وإزهاق روح المصداقية.
الجريدة الرسمية