رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. منى العقاد «أستاذة الطب» تداوي الغلابة مجانا

فيتو

عيادة صغيرة لطبيبة تقع في الطابق الأرضي لعقار 95 بشارع المنيل بالقاهرة، يتزين مدخلها بالورود، وأصوات الموسيقى الساحرة، تستقبلك عند الدخول، رائحتها العطرة، والبالونات والشيكولاتة وصور المرضى المعلقة على جدران العيادة، وأفخم أنواع السجاد على الأرض.


شيكولاتة وورود
مشروبات ساخنة وعصائر في استقبال الجميع، التي تختلف كليا عن عيادة أي طبيب، معظم أركانها توحي بأنها كافيه على الطراز الحديث، مما يشعر المريض بالريبة في أول الأمر، متسائلًا: «هل هذه عيادة طبيب بالفعل أم ماذا؟ وكم ستكون تكلفة فحصه للمرضى؟ ولما هذا التصميم الذي لم نعتد عليه من الأطباء، وكيف لهذا المكان الذي كلف صاحبه الكثير في إنشائه، أن يتسع لنا نحن الفقراء».

طبيبة إنسانة
أما عن الطبيبة فهي خمسينية بروح شابة في العشرين، فالبسمة والحيوية مصاحبين لها باستمرار، ومعاملتها الحسنة مع المرضى تجعلهم يفضلون الذهاب لها دائمًا، ليس هذا فقط، بل ويلتقطون معها العديد من الصور التذكارية، وعند مغادرتهم العيادة لا تتوقف ألسنتهم عن الدعاء لها بالتوفيق والسعادة الدائمة.

علاج الغلابة
إنها الطبيبة «منى العقاد» استشاري السمع والاتزان، أستاذة بكلية الطب جامعة الفيوم، التي قررت فتح عيادة خاصة بها منذ نحو ثلاث سنوات، وأثناء تجهيز عيادتها خطر ببالها العديد من الأفكار، وهي جعل الكشف بهذه العيادة بالمجان كصدقة لروح والدتها التي صارعت مرض السرطان والتي لم تتوقف لحظة عن مساعدة المحتاجين، وأيضا تطبيق ما تعلمته على يد والدها من حب الوطن ومساعدة أبنائه، لكنها قررت أن يكون ذلك بشكل مختلف بدايًة من تصميم المكان والتواصل مع المرضي غير القادرين واستقبالهم بعيادتها.

رسائل فيس بوك
وأشارت «العقاد» إلى أنها تتعامل مع مرضاها عن طريق رسائل على صفحتها على «فيس بوك» وهاتفها المحمول، وبعد ذلك تبلغ السكرتارية بالأسماء حتى لا يحرج المريض أثناء قدومه للكشف، أما عن تصميم المكان فقالت: «المريض بييجي من التعب مش مستحمل، لما بيشوف منظر حلو ويسمع موسيقى هادئة ويشرب العصير بيشعر بالراحة، وتختفي من باله فكرة أن الدكتور بالطو وحقنة».

دعوة مريض
«بشوف أمي في عين كل مريض».. هكذا عبرت الطبيبة «منى» عن سعادتها عندما يدعو لها مريض لم يقدر على ثمن الكشف، مرددة :«بشوف أمي في عين كل مريض خارج مبسوط وبيدعي ليا ولوالدتي»، خاصة أن مقياس السمع باهظ الثمن، لا يقوي على دفع ثمنه الكثير، فهو يتخطى الألف جنيه في بعض الأحيان.

سماعات الفقراء
لم تتوقف هنا رحلة الدكتورة منى، لكنها قامت بتوزيع 100 سماعة للفقراء الذين يعانون من ضعف السمع على مدى هذا العام، ومازالت مستمرة، أيضًا تعاونت مع أطباء في تخصصات مختلفة لمعاونة بعضهم البعض، لم تحدد يومًا للكشف المجاني لكنها جعلت الكشف مجانًا جميع الأيام، فهي تود رؤية والدتها كل يوم في عيون المرضى.

وتمنت أن يستطيع الجميع مساعدة الفقراء سواء كان طبيبًا أو مدرسًا أو أي شخص، فهذه تجارة رابحة مع الله وتجلب السعادة الدائمة، وناشدت جميع المرضى غير القادرين ألا يترددوا في الذهاب إليها.
الجريدة الرسمية