رئيس التحرير
عصام كامل

حاييم وايزمان.. يهودي اشترى فلسطين بزجاجة أسيتون «بروفايل»

فيتو

حاييم وايزمان، أول رئيس لدولة الاحتلال الإسرائيلي، اسم قد لا يعرفه كثيرون لكنه من أشهر الشخصيات السياسية الصهيونية التي لعبت دورًا هامًا في إصدار وعد بلفور لتأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين.


وُلد وايزمان في بلدة "موتول" في ولاية "بنسك" إحدى ولايات روسيا البيضاء عام 1874م، وكان والده من وجهاء موتول المتدينين، وكان يعمل تاجرًا للأخشاب يقوم بتقطيعها من الغابات ثم ينقلها بعد ذلك إلى الموانئ الروسية لتصديرها.

متخصص في الكيمياء
درس وايزمان مبادئ الدين والتاريخ اليهوديَّين واللغة الروسية ولغة "اليديش" التي كان يتحدث بها يهود روسيا، ثم أرسله أبوه إلى "بنسك" لتلقِي تعليمه العالي هناك وتخصص في الكيمياء، وأكمل دراسته في مدرسة "البول تيكنيكوم" الألمانية التي كانت تعتبر أشهر معاهد تدريس الكيمياء في أوروبا آنذاك، وحصل منها عام 1899م على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف. وفي عام 1901م اختارته جامعة جنيف للعمل بها محاضرًا مساعدًا، وفي عام 1904م أصبح أستاذًا بجامعة مانشستر في بريطانيا.

مادة الأسيتون
وطور طريقة متقدمة في التخمر الصناعي ساعدت في إنتاج كميات كبيرة الأسيتون (المستعمل في إزالة طلاء الأظافر) والأسيتون مهم للغاية لإنتاج الـ"كوردايت" وهي مادة متفجرة ودافعة قوية تساعد في تصنيع الأسلحة وأعطى بريطانيا تركيبها لتستخدمها في الحرب العالمية الأولى مما زاد من اهتمام بريطانيا به.

رفض المكافأة
المفاجئ في الأمر أنه رفض الحصول على مكافأة نظير اكتشافه مادة الأسيتون التي ساعدت بريطانيا في صناعة المتفجرات في الحرب العالمية الأولى وكان البديل حصوله على وعد بلفور في عام 1917م. بعد ذلك أوقف كل نشاطاته العلمية وتفرغ لتأسيس الجامعة العبرية.

لقاء الأمير فيصل
ساهم في المناقشات التي أدت إلى صدور "وعد بلفور" عام 1917. وفي الرابع من يونيو عام 1918 التقى مع الأمير فيصل، الذي أصبح بعد ذلك ولفترة قصيرة ملكا على سوريا وبعد ذلك على العراق، وتحدث معه عن التعاون اليهودي العربي.

الكتاب الأبيض
وافق وايزمان على الكتاب الأبيض الذي أصدرته الحكومة البريطانية عام 1930م بعد اتصالات هادئة أجراها مع رئيس الحكومة رمزي ماكدونالد على السماح بهجرة 40 ألف يهودي إلى فلسطين عام 1934م و62 ألفًا عام 1935م، وحصل بذلك على خطاب بالموافقة من ماكدونالد، فأعلن موافقته على الكتاب الأبيض، لكن المؤتمر الصهيوني رفض ذلك وطالب بوضع مواثيق تضمن ما أسماه بعدم التنازل ونصحهم وايزمان بالعمل، وبألا يضيِّعوا أوقاتهم في مثل هذه المواثيق، لكن المؤتمر رفض وأسقط وايزمان وانتخب مكانه سوكولوف للرئاسة، لكنَّ وايزمان عاد ونجح في الانتخابات التي أُجريت عام 1935م.

رئاسة الهستدروت
ترأس وايزمان اتحاد النقابات الصهيونية "الهستدروت"، واعتبر رجل الارتباط الأساسي مع حكومة بريطانيا بين عامي 1921 و1946 مع توقف قصير بين عامي 1931 و1935. أيد قرار تقسيم فلسطين، وكان يميل إلى انضمام إسرائيل إلى اتحاد شرق أوسطي.

أول رئيس
انتخب أول رئيس لدولة الاحتلال عقب إعلانها عام 1948م، وهو منصب كان يضيق به؛ لأنه شكلي، ولم يكن يطلع حتى على محاضر مجلس الوزراء بناء على تعليمات رئيس وزراء الاحتلال الأول، ديفيد بن جوريون.

بذل وايزمان جهودًا كبيرة من أجل حصول الصهاينة على النقب في قرار التقسيم، ونادى بضرورة الحرب مع العرب رغم ما أشيع عنه من اعتدال.
الجريدة الرسمية