عقاب النائب الفتوة وتكريم الموظفة الشريفة!
حتى اللحظة لا حس ولا خبر من وزير التعليم العالي، وكأن الأمر لا يعنيه، وكأن العدوان الذي تم على موظفة أمن بجامعة الفيوم بسبب تطبيقها للتعليمات ورفضها دخول ابنة نائب بالبرلمان بغير البطاقة الجامعية مما دعاه للذهاب للعدوان عليها فلما لم يجدها اعتدي على أخريات، نقول: كأن ذلك كله ليس مهما، ولا يشكل عدوانا عليه هو شخصيا!
وحتى اللحظة لم يصدر المجلس القومي للمرأة بيانا يتضامن مع الموظفة الشريفة ويحييها، ولم تفعل ذلك أيضا أي منظمة نسائية تصدع رؤوسنا يوميا عما تسميه حقوق المرأة وتمكينها، وهي لم تتمكن من أداء حتى عملها علي الوجه الأمثل!
وحتى اللحظة لم يصدر مجلس النواب بيانا يقول رأيه فيما جري.. ولا حتى قبوله لاعتذار النائب إن كان قد اعتذر.. أو حتى رضاه عن الصلح الذي جرى وتنازلت فيه الموظفة الشريفة عن حقها، بعد تدخلات من متنفذين وشعبيين!
الموظفة تستحق التكريم ممن يعنيهم الأمر.. وأن يتردد اسمها كموظفة كانت ضحية لالتزامها باللوائح، في وقت نحتاج فيه لكل ملتزم بها في أي مكان.. وفي كل تكريم لها، وفي نشر اسمها أو صورتها على الفيس، رد لاعتبارها من النائب الفتوة.. وردا لاعتبارها أمام زوجها وأبنائها وأسرتها وأقاربها وجيرانها وزملائها!
وعن النائب فلم يزل يعيش في عصر غير العصر.. عندما كان نواب الحزب الوطني الفاسد والمنحل- وبأحكام من أعلي محاكم البلاد- يفعلون ما يحلو لهم دون حسيب أو رقيب، ويبقون تحت حماية الحصانة، وكانت حماية في غير محلها، وفي غير الغرض الذي خصصت من أجله.. وليس أدل من بشاعة سلوكه وخروجه عن كل مسلك قويم هو انفعال الطلبة ضده، وقيامهم بضربه وتحطيم سيارته.. ورغم رفضنا لها الأسلوب وهذه الطريقة في الحصول على الحقوق أو تأديب الفتوات فإن الصمت المطبق من وزير التعليم العالي ومن البرلمان يشجع على ذلك، وهنا تكمن الخطورة!
نائب البرلمان الحقيقي يحترم القوانين التي يشرعها، وكثيرون يعرفون قصة عقاب الضابط المسئول للطالب طارق عبدالناصر حسين، الذي كان يدرس في الكلية الحربية لمزاح بسيط مع زملائه، ومنعه من أجازته الأسبوعية، ولم يصدق الضابط عندما تلقى اتصالا من شقيقه الأكبر يشكره ويشجعه على الالتزام بالقانون واللوائح مع شقيقه، ومع غيره مهما كانت مكانة أولياء أمورهم.. طارق عبدالناصر حسين صار فيما بعد لواء كبيرا، قدم للقوات المسلحة الكثير.. بينما كان شقيقه الأكبر الذي نقصده هو الزعيم جمال عبدالناصر!
أدبوا أبناءكم وعلموهم السلوك الصحيح، وحسن معاملة البسطاء، وعدم التكبر على خلق الله.. حينها تكونون قد منحتموهم بطاقة السلام مع الحياة والمجتمع!