رئيس التحرير
عصام كامل

«دموع قاصرات بعد فوات الأوان في كفر الشيخ».. فتاة معلقة منذ 3 سنوات.. وأخرى تهرب لاستكمال تعليمها عقب رفض الزوج.. مخاوف العنوسة تلاحق صبايا عمرهن 14 عاما.. ومسئولة: مستمرون في حملات التوعية

فيتو

رغم الخطاب الرسمي والدعوات المستمرة لتضافر جهود الحكومة والمجتمع المدني لمنع زواج القاصرات، وخاصة بعد دعوة صريحة أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في 30 سبتمبر الماضي بهذا الشأن، فإن ثقافة بعض المحافظات ما زالت بحاجة إلى حملات توعية يوميا لتدارك الأمر، والتي من بينها محافظة كفر الشيخ التي شهدت انتشارا ملحوظا لظاهرة تزويج القاصرات.


كارثة مرعبة
وتقول نسرين النحاس، نائب رئيس مركز ومدينة مطوبس لشئون الأسرة والسكان: إن ظاهرة الزواج المبكر منتشرة في أغلب قرى كفرالشيخ وليس في مطوبس فقط، فتلك كارثة ليست مرتبطة بالفقر لأننا رصدنا أهالي يجهزون أبناءهم بمبالغ تصل لـ 200 ألف جنيه، وهذا يدل على أن المشكلة سببها جهل وثقافة الأهالي الذين ينظرون إلى البنت على أنها عبء لابد أن يتخلصوا منه بتزويجها بأول شخص يطرق الباب.

شبح الدجل
وأضافت "نسرين"، في تصريحات خاصة لـ "فيتو": «فوجئت بأم تذهب إلى دجال لتستفسر منه عن سبب تأخر سن زواج ابنتها التي لم تكمل 14 عاما، فالأمهات يرين أن "العنوسة" تطارد بناتهن بمجرد وصولهن لسن الـ 14 عامًا بدون زواج! والأمر يختلف قليلًا عندما يكون الأم والأب متعلمين حيث يتعاملان مع أبنائهما بشكل أنضج وأكثر دراية.

طفلة في عش الزوجية
وأردفت: وجدنا بنتا عندها 13 عاما تزوجت وهى قاصر وزوجها أيضًا في نفس السن، وأهل الفتاة كتبوا شيكات وإيصالات أمانة على والد العريس وتركوها أمانة عند المأذون، وبعد الزواج حدثت خلافات بين الأهالي لأسباب متعلقة بصحة الزوج الذي دمر أهله أنوثة البنت بالقوة وطردوها خارج المنزل، ومنذ عام 2013 وحتى الآن، مازالت البنت لدى أهلها معلقة لا هى متزوجة ولا هي مطلقة، وعندما ذهب أهل الفتاة للمأذون للحصول على إيصالات الأمانة المحررة ضد والد العريس أنكر معرفته بهم!

إهدار الحقوق
وتابعت، نائب رئيس مجلس مطوبس: استمعت لقصص كثيرة لبنات خلال ندوات ننظمها، منها فتاة تزوجت وهي قاصر وأنجبت طفلة وضعفت صحتها، وبعد الزواج منعها زوجها من استكمال تعليمها وتركت الفتاة منزله فهى ما زالت "طفلة" في نظر القانون، وحدثت مشكلات كثيرة وعندما طلبت الطلاق، أخبروها أنه لابد أن تنتظر إتمام السن القانونية وبعد ذلك تقيم دعوى قضائية، هذا إن وافق زوجها من الأساس أن يكتب عليها بشكل رسمى، مشيرة إلى أن أغلب البنات مقتنعات أن زواجهن تحت السن القانونية خطأ ولكن الأهالي ضغوطهم لا ترحم.

توعية مستمرة
واختتمت: يتم تنظيم العديد من الندوات التوعوية عن الزواج المبكر وختان الإناث وصحة المراهقين والمراهقات، والزيادة السكانية ودعم المرأة اقتصاديًا بوجود مصدر دخل خاص بها، ونستعين بالأوقاف ومحاضرين من الجامعات والثقافة والصحة والتربية والتعليم، ونحاول تقديم عناصر جذب للأهالي حتى يحضروا تلك الندوات، مع تقديم خدمات علاجية ومادية بحيث يكون فيه جذب للمواطنين وإيصال رسائل سريعة لصالحهم وصالح أبنائهم.
الجريدة الرسمية