4 أسباب وراء كراهية بلفور لليهود
يبدو رئيس وزراء بريطانيا ووزير خارجيتها الأسبق آرثر جيمس بلفور للوهلة الأولى داعمًا ومحبًا لليهود لقراراته ومحاولات مساعدتهم بشتى الطرق لبناء وطن يجمعهم، ولكنه الحقيقة يكرههم وبشدة مثل الزعيم النازي أدولف هتلر، ولكنه يوم 2 نوفمبر عام 1917، حول بلفور كراهيته إلى فعل ببعث رسالة إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين عُرفت فيما بعد باسم وعد بلفور.
تربية بلفور
نشأ بلفور لأسرة متدينة وتطبيق تعاليم الكتاب المقدس الإنجيل ما أثر على قراراته وأفعاله، عاش بلفور في منزل بريزبيتيري اسكتلندي، حيث تربى على الإنجيلية الكالفينية أحد المذاهب الفرعية من المذهب البروتستانتي. ووالدته بلانش جاسكوين سيسيل صاحبة التأثير الديني عليه، فبعد وفاة والده عندما كان في الثامنة من عمره، حرصت على تعليمه درس الكتاب المقدس يوميًا، وهو ما مكنه من معرفة فلسطين وإلمامه بالقصص التوراتية.
احترام الدين المسيحي
قد يكون بلفور أدرك عدم اعتراف واحترام اليهود للدين المسيحي الذي تربى عليه، فيرى اليهود أن المسيحية ديانة وثنية وهاجموا المسيح عليه السلام في أدبياتهم وتهكموا على مرتكزات العقيدة المسيحية كالتوحيد والتثليث والولادة من عذراء.
الإندماج في الجتمع
لاحظ البريطانيون منذ بداية تدفق المهاجرين اليهود من أوروبا الشرقية إلى بلادهم، أن اليهود يرفضون الاندماج في المجتمع، ولا يكون حديثهم فيما بينهم إلا همسًا وكأنهم يدبرون شيئًا ما مؤذيًا.
وحين تولى بلفور رئاسة الوزارة البريطانية في الفترة من 1903 وحتى 1905 شن هجومًا على اليهود المهاجرين لإنجلترا بعدما لاحظ استياء الشعب البريطاني منهم. فشرع قوانينَ تحد من هجرتهم إليها تخوفًا من الخطر المحقق الذي قد يلحقونه ببلاده؛ لذا شكلت بريطانيا لجنة ملكية للحد من هجرة الغرباء يعنون بذلك هجرة اليهود. لتستصدر حكومتها مشروع قرار لمجلس العموم عام 1904 لوقف الهجرة، سحبته بعدها تحت ضغوط المعارضة، لكنها نجحت في تمريره السنة التالية.
قابلية التعايش
في بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، والنمسا، وإسبانيا لاحظ المواطنون والمسئولون عدم قابلية اليهود للتعايش لإيمانهم وعقيدتهم أن بقية البشر من غير دينهم خلقوا لخدمتهم، وفقًا لـ«بروتوكولات حكماء صهيون». علاوة على ما سبق ذلك من تحذيرات الرئيس الأمريكي جوزيف فرانكلين عام 1789 من أن اليهود هم الخطر القادم إلى بلادهم. لكن الأمر لا يتعلق فقط بالتخلص من خطر اليهود فقد ذهب المؤرخون لعدة أسباب أخرى وراء هذا الوعد.
الحرب العالمية الأولى
ومن ناحية أخرى يرى بعض المحللين، أن بريطانيا كانت تريد حصول دعم أمريكا ومشاركتها في الحرب، ومحاولة يائسة لجعل روسيا تحارب ضد ألمانيا، إلا أن أمريكا كانت بالفعل قد أعلنت الحرب على ألمانيا قبل ذلك بشهور عدة. فضلًا عن أن الثورة البلشفية ضمنت أن روسيا ستعقد سلامًا مع ألمانيا. عوضًا عن أن العديد من القيادات البلشفية – خاصةً ليون تروتسكي – كانوا يهودًا. كذلك لا يؤمن البلاشفة أو الشيوعيون بتأسيس دولة خاصة بهم ذات قومية منفصلة؛ وإنما يؤمنون بالتضامن مع الطبقات العاملة في كل مكان.